مِنَ الضَّالِّينَ) (١) والحرمان والياس : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) (٢) والخطاء : (لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) (٣) ، والإغواء : (لَأُضِلَّنَّهُمْ) (٤).
لكنه مع ظهور التكرار فيه في الجملة ورجوع البعض إلى البعض لا يخفى أن المثال في بعضها غير مطابق للممثل سيّما قوله في قصّة موسى على نبيّنا وآله وعليهالسلام : (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) (٥).
فإنّه ليس من الجهالة ، بل الضلال عن الطريق كما عن الإمام عليهالسلام : مضافا إلى أنّه لم يستوف جميع معانيها الّتي ورد عليها في القرآن كالإضلال من الله في قوله : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) (٦) والضلال للنّبى صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) (٧).
فضلا عن المعاني المستعملة فيها في العرف واللغة كالخفاء ، والضياع ، والغياب ، والحيرة ، والحذق بالدلالة ، وكون الولد لغير رشده إلى غير ذلك ممّا في القاموس وغيره الذي لا داعي إلى الإطناب في نقله ، فضلا عن إرجاع بعضها إلى بعض وإن قيل : إنّ الأصل في معانيه الهلاك أو الميل عن الشيء.
نعم في تفسير النعماني بالإسناد عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام قال : الضلال على وجوه فمنه محمود ومنه ما هو مذموم ومنه ما ليس بمحمود ولا مذموم ومنه ضلال النسيان ، فامّا الضلال المحمود وهو المنسوب إلى الله تعالى كقوله : (يُضِلُّ
__________________
(١) الشعراء : ٢٠.
(٢) القمر : ٤٧.
(٣) طه : ٥٢.
(٤) النساء : ١١٥.
(٥) الشعراء : ٢٠.
(٦) البقرة : ٢٦.
(٧) الضحى : ٧.