أمير المؤمنين عليهالسلام) (لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) (١).
(أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٢).
وهذه القلوب المكتوب عليها الايمان من الناس هي المعبّر عنها في كلام أهل البيت عليهمالسلام بورق الآس ، على ما في الأخبار كما في ثواب الأعمال بالإسناد عن سهل بن سعد الأنصارى قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قول الله عزوجل : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ) (٣) قال : كتب الله عزوجل كتابا قبل ان يخلق الخلق بألفى عام في ورق آس أنبتها ثمّ وضعها على العرش ، ثمّ نادى يا أمّة محمّد إنّ رحمتي سبقت غضبى أعطيتكم قبل أن تسألونى ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروا فمن لقيني منكم يشهد أن لا إله إلّا أنا ، ومحمّد عبدي ورسولي أدخلته الجنّة برحمتي (٤).
وفي تأويل الآيات عن الشيخ أبى جعفر الطوسي بالإسناد عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن قوله تعالى : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا) (٥) قال : كتاب كتبه الله عزوجل قبل أن يخلق الخلق بألفى عام في ورقة آس فوضعها على العرش ، قلت : يا سيّدى وما في ذلك الكتاب؟ قال : في الكتاب مكتوب : يا شيعة آل محمّد أعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تعصوني ، وعفوت عنكم قبل أن تذنبوا ، من جائني بالولاية أسكنته جنّتى برحمتي (٦).
اعلم أنّ الآس شجر معروف كثير بأرض فارس في الجانب الغربي منه ،
__________________
(١) البقرة : ٢١٣.
(٢) المجادلة : ٢٢.
(٣) القصص : ٤٦.
(٤) بحار الأنوار ج ٣ / ١٢ ح ٢٤.
(٥) القصص : ٤٦.
(٦) كنز الفوائد ص ٢١٥ والبحار ج ٢٤ / ٢٦٦ عن تفسير فرات بتفاوت يسير.