ورد في الدعاء : «اللهم
أنت رب الصاحب في السفر» .
وعلى المدبر ،
ومنه ربّاني الأمة لمدبّر أمور دينهم والمصلح من رب القيعة ـ أي أصلحها ـ والجامع من التربب بمعنى الاجتماع والثابت
من ربّ بالمكان أي ثبت ، والدائم من أربّت السحابة أي أدامت.
وهذه المعاني وإن
صحّ إطلاقها على الله سبحانه على وجه الأصالة والذاتية والقيّوميّة المطلقة التي
لا تليق بغيره سبحانه ، إذ كل شيء سواه قام بأمره ، إلّا أنّ أمّ المعاني في هذا
الباب وأصلها وأساسها بل جامعها الذي يرجع جميعها إليه إنما هو التربية ، وهو
تبليغ الشيء إلى كماله أو حال أحسن من حاله ، وبالجملة إلى كماله الحقيقي أو
الإضافي شيئا فشيئا.
وهذا المعنى سار
في جميع المعاني المتقدمة كما يظهر بأدنى تأمّل ، فالربّ إن كان مربيا أو مصلحا
ومفيضا للظاهر والباطن من كل الجهات وفي جميع الأحوال ، فهو الرب على الإطلاق الذي
هو المنعم الحقيقي أو من بعض الجهات دون بعض ، وذلك لا يكون إلا بعض وسائط الفيض ،
فإن الله جعل لكل شيء سببا ، وأبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها.
ولذا ورد : «من لم
يشكر الناس لم يشكر الله» .
لكنه لا بد من حفظ
الحدود كي لا ينقلب الشكر شركا بمجرد التغيير ولو بالتقديم والتأخير.
كما في رواية
العياشي عن الصادق عليهالسلام في قوله : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ
إِلَّا
__________________