فقلوب شيعتنا من أبدان آل محمد عليهمالسلام» (١).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالّة على ذلك ، وإن اختلفت في التعبير عنه بالنضح الذي هو الرش من قولهم نضحت الثوب بالماء أي رششته به ، أو من نضحت القربة أي رشحت ومنه «فكل إناء بالذي فيه ينضح».
وبالفضل ، والشعاع ، والدون ، وغيرها مما يئول إلى معنى واحد ، وكلها تعبير واستعارة عن الحقيقة التي لا يحيط بها الكلام ، ولا يجري عليها الأقلام.
نعم ، ينبغي أن يعلم أنّ طينة سائر الأنبياء والمرسلين والملائكة والمقربين مشتقة من أنوارهم في هذه المرتبة.
ولذا ورد عن الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٢) على ما رواه في تأويل الآيات بالإسناد :
«إنّ الله لما خلق إبراهيم عليهالسلام كشف له عن بصره ، فرأى أنوار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام فقال : إلهي! ما هذه الأنوار؟ فقيل له : إنها أنوار صفوتي من خلقي وخيرتي من بريتي ، ثم قال إبراهيم : الهي وسيدي! أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلّا أنت ، قيل : يا إبراهيم! هؤلاء شيعتهم ، شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال إبراهيم : اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : فأخبر الله تعالى في كتابه فقال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٣)».
وفيه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله خلقني وخلق عليا قبل أن يخلق آدم بأربعين ألف عام ، وخلق نورا فقسمه نصفين ، فخلقني من نصفه ، وخلق عليا من النصف
__________________
(١) بصائر الدرجات : ج ١ / ١٤ ، الباب ٩ ، ح ٢.
(٢) الصافات : ٨٣.
(٣) الصافات : ٨٣ ، والحديث منقول بالمعنى ومختصر عن الحديث الذي أورده في البحار : ج ٣٦ / ١٥١ ـ ١٥٢ ، ح ١٣١ ، عن الكنز.