أو من أله الرجل بالكسر فيه كسابقه يأله إذا فزع من أمر نزل به ، فآلهه بمد الألف وفتح اللام وهمزته للسلب ، أي أجاره ، فإنه المجير لكل الخلايق من كل المضار وهو الذي بيده (بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ) (١).
أو من أله الفصيل إذا ولع بأمه ، لأن العباد في البليات يتضرعون إليه ، وفي المهمات يتوكلون عليه (وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) (٢).
أو من لاه يلوه إذا احتجب لاحتجاب نوره بكمال ظهوره ، ولأن خلق الله حجاب بينه وبينهم ، كما قال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام : «والله هو المستور عن درك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات» (٣).
أو من لاه بمعنى ظهر فهو من الأضداد لظهوره لمخلوقاته.
(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) (٤).
أو من لاه بمعنى ارتفع لارتفاعه عن مشابهة الممكنات ، وعن إحاطة العقول والإدراك.
أو أنه على هذين الوجهين أصله لاه ، مصدر لاه يلوه ليها بالكسر ولاها بالفتح ، إذا احتجب وارتفع ، لاحتجابه عن إدراك البصائر والأبصار ، وارتفاعه عما تدركه العقول والأفكار (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) (٥).
ومما يؤمي إلى ذلك الخبر الآتي في بحث الاشتقاق المروي عن الكاظم عليهالسلام قال : «إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من اختراعه ـ من نور عظمته
__________________
(١) المؤمنون : ٨٨.
(٢) الروم : ٣٣.
(٣) بحار الأنوار : ج ٣ / ٢٢٢ ، ح ١٢ ، عن التوحيد.
(٤) فصلت : ٥٣.
(٥) الأنعام : ١٠٣.