وهو الإنسان علّمه البيان ، فهو السبيل الأعظم ، والمنهج الأقوم ، به يفوز الفائزون ، وينجو الصالحون ، ويصل الواصلون ، وبه تمت الكلمة ، وعظمت النعمة ، وائتلفت الفرقة.
وهي للإلصاق لإيصال الفيوض الإلهية إلى الأرواح الملكوتية والأشباح الناسوتية ، فيعطى بإذن الله كل ذي حق حقه ، ويسوق إلى كل مخلوق رزقه ، ولإيصال الخلق إلى الله بحبل ولايته ، وعروة وثقى محبته ، وجذبة إحاطته وتصرفه ، فهو حبل الله المتين وجنبه المكين.
قال الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (١).
وقال : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) (٢).
وللمصاحبة مع الله تعالى كما قالوا عليهمالسلام : «إن قلوبنا أوعية لمشية الله ، فإذا شئنا شاء الله» (٣).
وقال عليهالسلام : «ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك».
ولمصاحبته مع الخلق كما قالوا : «إن لنا مع كل ولي لنا أذن سامعة وعين ناظرة».
وفي الخطبة النطنجية : «لقد علمت ما فوق الفردوس الأعلى وما تحت السابعة السفلى وما في السموات العلى وما تحت الثرى ، كل ذلك علم إحاطة لا علم إخبار» (٤).
__________________
(١) آل عمران : ١٠٣.
(٢) الزمر : ٥٦.
(٣) غيبة الشيخ الطوسي : ص ١٦٠ عن الإمام الحسن العسكري في جواب المفوضة ، وفيه : كذبوا ، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله فإذا شاء شئنا والله يقول : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)
(٤) على عليهالسلام وخطبة تطنجية للدكتور عبد العلى گويا ص ١٦٧ عن الزام الناصب.