وقع ذلك كثيرا في رموز الحكماء وإشارات العلماء.
قال الشيخ الرئيس ابن سيناء (١) في قصيدته الروحية التي مطلعها :
إلى أن قال :
هبطت إليك من المحلّ الأرفع |
|
ورقاء ذات تعزّز وتمنع |
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها |
|
عن ميم مركزها بذات الأجرع |
علقت بهاء ثاء الثقيل فأصبحت |
|
بين المعالم والطلوع الخضع |
الأبيات ...
ولذا يعبّرون عن علم الكيما بعلم الكاف.
وسمعت عن بعض الأعلام : أن مجنون ليلى ، وزيد المجنون ، أو بهلول العاقل لمّا اشتد عليهما أمر التقية كتبا إلى بعض الأئمة ، ولعله أبو محمد العسكري عليهالسلام يسألانه بيان كيفية التخلص من كيد المخالفين ، فكتب عليهالسلام على ظهر كتاب مجنون ليلى حرف العين هكذا : (ع) يشير به إلى العشق ، وعلى ظهر كتاب زيد المجنون حرف الجيم هكذا : (ج) إشارة إلى الأمر بالجنون ، فأظهر الأول الأول والثاني الثاني ، فاشتهرا بالأمرين ، حتى صارا أعجوبة للأعيان وأضحوكة للصبيان.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لابن عباس :
«كيف إذا ظلمت العيون العين؟
فقال له : يا مولاي كلمتني بهذا مرارا ولم أعلم معناه.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم في جوابه ما حاصله :
إنّ العين هو علي بن أبي طالب وعترته : والعيون هم الذين يعادونه ، وصرّح
__________________
(١) هو الحسين بن عبد الله بن الحسن الفيلسوف الطبيب المتوفى (٤٢٧) ه.