وحكى السيّد بن طاووس في «سعد السعود» عن أبي حامد الغزالي (١) في كتاب «بيان العلم اللدنّي في وصف مولانا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام لمّا حكى عهد موسى : «أنّ شرح كتابه كان أربعين جملا» ، لو أذن الله ورسوله لأشرع في شرح معاني «ألف» الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك ، يعني أربعين وقرا أو جملا».
وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون إلّا لدنيّا سماويا إلهيّا.
ثمّ حكى السيّد عن أبي عمر (٢) الزاهد محمد بن عبد الواحد باسناده أنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : يا بن عبّاس إذا صلّيت العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبّانة ، قال : فصلّيت ولحقته وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الألف من الحمد؟ فما علمت حرفا أجيبه ، قال : فقلت : لا أعلم ، فتكلّم في تفسيرها ساعة تامّة ، قال : ثمّ قال : فما تفسير الميم من الحمد؟ فقلت : لا أعلم ، قال : فتلكّم في تفسيرها ساعة تامّة ، قال : ثمّ قال : ما تفسير الدال من الحمد؟ قال : قلت : لا أدري ، قال : فتكلّم فيها إلى أن بزق عمود الفجر ، قال : فقال لي : قم يا أبا عبّاس إلى منزلك وتأهّب لغرضك.
قال أبو العبّاس عبد الله بن العبّاس : فقمت وقد وعيت كلّ ما قال ، ثمّ تفكّرت فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ عليهالسلام كالقرارة في المتفجّر. وفي نسخة : كالقرارة في المثعنجر. (٣)
__________________
(١) أبو حامد الغزالي محمد بن محمد الشافعي توفّي سنة (٥٠٥) ه.
(٢) أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد اللغوي الباوردي كان معروفا بغلام ثعلب توفّي سنة (٣٤٥) ببغداد ـ تاريخ بغداد ج ٢ ص ٣٥٦.
(٣) بحار الأنوار ج ٩٢ ص ١٠٤.