الفصل الثاني
في منشأ اختلاف القرّاء وادّعاء التواتر
والإجماع على السبع
قد سمعت أنّ الصحيح من روايات أهل البيت عليهمالسلام أنّ القرآن واحد ، نزل من عند واحد ، ولم يكن فيه اختلاف أصلا ، وأنّ الاختلاف من قبل الرواة ، وأنّه لم يكن لهؤلاء القرّاء ولقرائتهم ذكر في العصر الأوّل.
حكى ابن طاوس في «سعد السعود» عن محمّد بن (١) بحر الرهنى الذي هو من أعاظم علماء الإمامية في بيان الاختلاف في المصاحف قال : اتّخذ عثمان سبع نسخ وأرسل إلى مكّة صحفا ، وإلى الشّام مصحفا ، وإلى الكوفة مصحفا ، والى البصرة مصحفا ، والى اليمن مصحفا ، وإلى البحرين مصحفا ، وأبقى في المدينة مصحفا ، وهذه المصاحف لخلوّها عن الإعراب والنقط وقع فيها اختلافات كثيرة.
ويؤيّده ما يحكى عن السيوطي فيما سمّاه «بالمطالع السعيدة» في شرح
__________________
(١) محمد بن بحر بن سهل الرهنى أبو الحسين الشيباني ساكن ترماشيز من أرض كرمان ، له تصانيف كثيرة نحو خمسمائة مصنّف ، كان من أكابر الاماميّة في القرن الرابع ، وهو من مشايخ أبى العباس بن نوح السيرافي المتوفّى (٤٠٨ ه) ـ طبقات أعلام الشيعة ج ١ ص ٢٤٨.