العقل رجلا لكان الحسن ، ولو كان السخاء رجلا لكان الحسين ، ولو كان الحسن شخصا لكان فاطمة ، بل هي أعظم ، إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما. (١)
وعنه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : العلم خمسة أجزاء ، اعطي علي بن أبي طالب عليهالسلام من ذلك أربعة أجزاء ، واعطي سائر الناس واحدا ، والذي بعثني بالحقّ بشيرا ونذيرا عليّ بجزء الناس أعلم من الناس بجزئهم. (٢)
وقال ابن أبي الحديد (٣) في «شرح نهج البلاغة» : ومن العلوم علم تفسير القرآن ، وعنه أخذ ، ومنه فرّع ، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحّة ذلك ، لأنّ أكثره عنه ، وعن عبد الله بن عبّاس ، وقد علم الناس حال ابن عبّاس في ملازمته له ، وانقطاعه إليه ، وأنّه تلميذه وخرّيجه ، وقيل له : أين علمك من علم ابن عمّك؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط. (٤)
__________________
(١) مائة منقبة لابن شاذان ص ١٢٢ المنقبة (٦٧) وأخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين عليهالسلام ص ٦٠ باسناده إلى ابن شاذان ، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودّة ص ٢٦٣ والجويني في فرائد السمطين ج ٣ ص ٦٨.
(٢) مناقب ابن شاذان ص ١٣٣ المنقبة (٧٨) ، وأخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين عليهالسلام ج ١ / ٤٤ وابن عساكر في تاريخ دمشق ج ٣ ص ٤٥ والمتّقي الهندي في كنز العمّل ج ١١ ص ٦١٥.
(٣) هو : عزّ الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني المولود سنة (٥٨٦) هو المتوفّى سنة (٦٥٦) كما في «سير النبلاء» وقد تصدّى لشرح «نهج البلاغة» غير واحد من العلماء ، واستخرجوا من ذلك اليمّ الزاخر لئالئ ثمينة ، وألّفوا نظما ونثرا باللغات المختلفة حول هذا الكتاب القيّم ما تنوف على مائة بل أكثر ، منها : «شرح ابن أبي الحديد» شرع في تأليفه في غرّة رجب سنة (٦٤٤) وأتمّة في سلخ صفر سنة (٦٤٩) فقضى أربع سنين وثمانية أشهر ، وكانت كما يقول : «مقدار خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام ج».
(٤) شرح ابن أبي الحديد ج ١ ص ١٩.