ممّا كتبه الماضون جعله الله لنا في أمّ الكتاب ، إنّ الله يقول : (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (١) ، ثم قال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (٢) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء. (٣)
وعن الحمويني (٤) من أعيان العامّة باسناده عن ابن مسعود قال : القرآن انزل على سبعة أحرف ما منها إلّا وله ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن. (٥)
وعن ابن شاذان (٦) من طريق المخالفين عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعبد الرحمن بن عوف : أنتم أصحابي ، وعلي بن أبي طالب منّي وأنا من علي فما قاسه بغيره فقد جفاني ، ومن جفاني فقد آذاني ، ومن آذاني فعليه لعنة الله ربّي ، يا عبد الرحمن إنّ الله تعالى أنزل عليّ كتابا مبينا ، وأمرني أن أبيّن ما نزّل إليهم ما خلى عليّ بن أبي طالب ، فإنّه لم يحتج إلى بيان ، لأنّ الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ، ودرايته كدرايتي ، ولو كان الحلم رجلا لكان عليّا ، ولو كان
__________________
(١) النمل : ٧٧.
(٢) فاطر : ٣٢.
(٣) الكافي ج ١ ص ٢٣٦ ح ٧ ، ورواه في البحار ج ٢٦ ص ١٦١ ح ٧ عن «البصائر» عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام.
(٤) هو : إبراهيم بن محمد بن المؤيّد بن حمّويه الجويني المتوفّى (٧٢٢) ـ الاعلام ج ١ / ٦١.
(٥) رواه أيضا أبو نعيم الاصبهاني في حليّة الأولياء ج ١ ص ٦٧ ، وابن شهر آشوب في المناقب ج ٢ ص ٤٣.
(٦) هو : أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمّي من مشايخ الاماميّة وكان حيّا سنة (٤١٢) ه.