وفي «شرح الآيات الباهرة» باسناده عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) قال : نحن هم (١).
وفي «الكافي» باسناده عن أحمد بن حمّاد ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل ، قال : قلت له : جعلت فداك أخبرني عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ورث النبيّين كلّهم؟ قال : نعم ، قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟
قال : ما بعث الله نبيّا إلّا ومحمّد صلىاللهعليهوآله أعلم منه ، قال : قلت : إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله ، قال : صدقت ، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقدر على هذه المنازل ، قال : فقال : إنّ سليمان ابن داود قال للهدهد حين فقده وشكّ في أمر (فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) حين فقده فغضب عليه فقال : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٢) ، وإنّما غضب عليه ، لأنّه كان يدلّه على الماء ، فهذا ـ وهو طائر ـ قد أعطي ما لم يعط سليمان ، وقد كانت الريح والنمل والإنس والجن والشياطين المردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه ، وإنّ الله يقول في كتابه : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) (٣) ، وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال وتقطّع به البلدان وتحيى به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء ، وإنّ في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلّا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله
__________________
(١) تأويل الآيات الطاهرة ص ٤٢٤.
(٢) النمل : ٢١.
(٣) الرعد : ٣٠.