وأنّه إنّما يعرف القرآن من خوطب به. (١)
وأنّه يسئل عن القرآن علماء آل محمد عليهمالسلام. (٢)
وفي «الأمالي» و «العيون» عن مولانا الرضا عليهالسلام في حديث : انّ المأمون سأل علماء العراق وخراسان عن قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (٣) فقالت العلماء : أراد الله بذلك الأمّة كلّها ، فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا عليهالسلام : ما أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد الله عزوجل بذلك العترة الطاهرة ، فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الامّة؟ فقال الرضا عليهالسلام : إنّه لو أراد الامّة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله عزوجل : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) (٤) فصارت الوارثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم ، قال المأمون : ومن العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليهالسلام : الذين وصفهم الله في كتابه فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٥) ... إلى أن قال : فصارت وراثة الكتاب للمهتدين دون الفاسقين. (٦)
وقد مرّ في خبر خطبة النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : معاشر الناس تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ، وانظروا إلى محكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فو الله لن يبيّن لكم
__________________
(١) الكافي ج ٨ ص ٣١١ ح ٤٨٥.
(٢) الكافي ج ١ ص ٢١٠ ـ ٢١٢ ح ١ ـ ٩ ..
(٣) فاطر : ٣٢.
(٤) فاطر : ٣٢.
(٥) الأحزاب : ٣٣.
(٦) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ١٨٠ باب ٢٣ ح ١.