** (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى : وإن سبقكم وانفلت منكم أحد منهن .. وجاءت «شيء» معبرا بها عنهن من باب التحقير لأنها ارتدت.
** سبب نزول الآية : قال الحسن : نزلت الآية الكريمة في أم الحكم بنت أبي سفيان ارتدت فتزوجها رجل ثقفي ولم ترتد امرأة من قريش غيرها.
** (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثانية عشرة .. أي إذا جاءك النساء المؤمنات يعاهدنك على الإسلام والطاعة فحذف الفاعل الموصوف «النساء» وحلت صفته «المؤمنات» محله وقد ذكر الفعل مع فاعله المؤنث لفصله عنه بضمير المخاطب. أو على تقدير النساء والنساء تأنيثه غير حقيقي وهو جمع «امرأة» من غير لفظها مثل قوله تعالى : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ ..) وخاطب سبحانه جلت قدرته رسوله الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باسم النبوة دون ذكر اسمه تقريبا لمنزلته ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند خالق الكون تعالى. عن أبي هريرة عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم فقال أصحابه : وأنت؟ قال نعم. كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة» قراريط : بمعنى : نقد. قال العتبي : ذكر ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذلك لإظهار تواضعه مع كونه أكرم الخلق على ربه تعالى .. وتنبيه أمته على ملازمة التواضع واجتناب الكبر ولو بلغ أقصى المنازل الدنيوية وفيه اتباع لإخوانه من الرسل الذين رعوا الغنم. قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «بعث موسى وهو راعي غنم وبعث داود وهو راعي غنم عليهما وعليه صلوات الله وسلامه دائما وأبدا.
** (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) : يقال : بهت ـ بضم الهاء وكسرها .. من بابي «قرب» و «تعب» بمعنى دهش وتحير ويتعدى بالحركة فيقال : بهته .. فبهت .. وبهتها بهتا. من باب «نفع» أي قذفها بالباطل وافترى عليها بالكذب والاسم منه هو البهتان وفي الآية الكريمة كنى سبحانه وتعالى بالبهتان المفترى عن الولد الذي تلصقه بزوجها كذبا فتقول : هو ولدي منك أي وصفه بصفة الولد الحقيقي فإن الأم إذا وضعت سقط الولد بين يديها ورجليها .. فالمراد بولد ملوط ينسبنه إلى الزوج.
** (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) :
هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة وفيه عبر عن المغضوب عليهم بالوصف بدل الضمير لبيان سبب الغضب أي انتقل من الإضمار «يئسوا» إلى الإظهار.
(قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (٤)
(قَدْ كانَتْ لَكُمْ) : حرف تحقيق. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. لكم : جار ومجرور متعلق