سورة التكاثر
معنى السورة : التكاثر مصدر الفعل «تكاثر» نحو : تكاثر القوم : بمعنى تغلبوا في الكثرة أي غالب بعضهم بعضا فيها .. ومثله «كاثره» بمعنى : غالبه في الكثرة أو فاخره بكثرة المال أو العدد أو الرجال .. والتكاثر : هو التباهي بالكثرة والتباري فيها كأن يقول هؤلاء : نحن أكثر .. وهؤلاء : نحن أكثر. والفعل «تكاثر» فعل مزيد وفعله المجرد هو كثر واسم الفاعل منه : متكاثر .. وكل مصدر لفعل من وزن «تفاعل» يجيء على «تفاعل» نحو : التقاطع والتدابر إلا أن يكون الفعل معتلا فتكسر عين الفعل نحو : التداعي والتقاضي فإن كان مهموزا مثل «تباطأ» فمصدره : تباطؤا .. وتواطأ : ومصدره : تواطؤا.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بهذه اللفظة وفيها تقريع بالمتفاخرين وتهكم بهم واستهلت هذه السورة الشريفة بقوله تعالى : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) صدق الله العظيم. نزلت هذه السورة الشريفة تبكيتا ـ أي تعنيفا وتقريعا ـ لهم. روي أن بني عبد مناف وبني سهم تفاخروا أيهم أكثر عددا! فكثرهم بنو عبد مناف فقالت بنو سهم : إن البغي أهلكنا في الجاهلية فعادونا بالأحياء والأموات فكثرتهم بنو سهم ؛ ونزلت هذه السورة الشريفة تبكيتا لهم .. بمعنى : أنكم تكاثرتم بالأحياء حتى إذا استوعبتم عددهم صرتم إلى المقابر فتكاثرتم بالأموات .. عبر سبحانه عن بلوغهم ذكر الموتى بزيارة المقابر تهكما بهم. وقيل : كانوا يزورون المقابر فيقولون : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان عند تفاخرهم؟ ومعنى الآية : ألهاكم ذلك وهو مما لا يعنيكم ولا يجدي عليكم في دنياكم وآخرتكم عما يعنيكم من أمر الدين الذي هو أهم وأعنى من كل مهم ؛ أو أراد سبحانه : ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم منفقين أعماركم في طلب الدنيا والاستباق إليها والتهالك عليها إلى أن أتاكم الموت لا هم لكم غيرها عما هو أولى بكم من السعي لعاقبتكم والعمل لآخرتكم وقيل : اللهو هو الترويح عن النفس بما لا تقتضيه الحكمة .. قاله الطرطوشي.