سورة عبس
معنى السورة : عبس : فعل ماض من باب «ضرب» ومضارعه : يعبس بمعنى : قطب وجهه فهو عابس ـ اسم فاعل .. وبه سمي. وبمعناه أيضا اسم الفاعل : عباس ـ فعال بمعنى فاعل ـ وهو من صيغ المبالغة بمعنى : الكثير العبوس ومثله : العبوس ـ بفتح العين ـ ومصدر الفعل «عبسا .. وعبوسا ـ بضم العين ـ ومنه قيل : عبس اليوم : أي اشتد فهو عبوس بمعنى شديد .. والتعبس : هو التجهم. وقد وردت لفظة «عبوس» مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة «الإنسان» على لسان الأبرار : (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) أي يوما شديدا مكفهرا شديد الكلوح ـ أي التعبس ـ.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم باللفظة «عبس» تشريفا وتكريما للصحابي أو لقصته أي قصة الصحابي ابن أم مكتوم الذي كان كفيف البصر .. وأم مكتوم أم أبيه واسمه : عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي .. أتى هذا الصحابي رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعنده صناديد قريش : عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم فقال : يا رسول الله أقرئني وعلمني بما علمك الله .. وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغلهم أو تشاغل الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالقوم ـ فكره رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت هذه السورة الكريمة .. فكان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يكرمه ويقول إذا رآه : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ويقول له : هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين .. وروي أنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما عبس في وجه فقير قط ولا تعرض لغني.
فضل قراءة السورة : قال النبي الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «عبس وتولى» جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم.