الفعل : اسود : أي صار أسود ومصدره : اسوداد ومثله : سود ـ يسود ـ سوادا .. من باب «تعب» فهو أسود ويصغر الأسود على أسيد ـ على القياس ـ وعلى «سويد» أيضا على غير قياس وبه سمي .. والسواد : هو العدد الكثير والعرب تسمي الأخضر أسود لأنه يرى كذلك على بعد ومنه سواد العراق لخضرة أشجاره وزروعه وكل شخص من إنسان وغيره يسمى سوادا .. وساد القوم ـ يسودهم ـ سيادة .. والاسم هو السودد بفتح الدال وعدم همز الواو أما بهمز الواو فتكون اللفظة بضم الدال الأولى. وسواد القلب وسوداؤه وسويداؤه هو حبته. وكان الأصمعي يتأول بالسواد الذي أطلق على العراق أنه سمي بذلك لكثرته قال أبو عبيدة : وأما أنا فأحسبه سمي بذلك للخضرة التي في النخل والشجر والزرع لأن العرب قد تلحق لون الخضرة بالسواد فتضع أحدهما موضع الآخر .. ووصف ذو الرمة بشعره «الليل» وسماه أخضر لظلمته وسواده ونقول : هذه مسودة الكتاب ـ بضم الميم وفتح السين وتشديد الواو ـ مأخوذة من الفعل «سود» بتشديد الواو ولا يقال : مسودة الكتاب ـ بضم الميم وتسكين السين وفتح الواو وتشديد الدال لأنه من الفعل «اسود» أي صار أسود والفرق بين المعنيين واضح.
** (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة عشرة .. المعنى قالوا : الملائكة بنات الله هل حضروا خلقهم حتى يحكموا بأنهم إناث؟
** سبب نزول الآية : قال قتادة : قال ناس من المنافقين : إن الله صاهر الجن فخرجت من بينهم الملائكة! فنزلت فيهم هذه الآية.
(أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) (٥)
(أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام بمعنى «هل» الفاء عاطفة على محذوف تقديره : أنهملكم فنضرب. نضرب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. عنكم : جار ومجرور متعلق بنضرب والميم علامة جمع الذكور. الذكر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : القرآن.
(صَفْحاً) : مصدر في موضع المفعول لأجله من صفح عنه : إذا أعرض بمعنى أفنعزل عنكم إنزال الذكر وإلزام الحجة به إعراضا عنكم أو مصدر في موضع الحال بمعنى صافحين أو يكون منصوبا على الظرف بمعنى الجانب على معنى أفننحيه عنكم جانبا. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر من غير فعله على معنى «نضرب» أي نعرض أو يكون بتأويل «نضرب» على معنى «نصفح».