(رِزْقاً لِلْعِبادِ) ماء المطر ونبات الأرض. (كَذلِكَ الْخُرُوجُ) إذا كانت النشأة الأولى مقدورة من غير أصل فالثانية
أولى بذلك لأن لها أصلا ، أو مشاهدة إعادة ما مات من زرع ونبات دالة على أن إعادة
الموتى أولى للتكليف والجزاء.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) [ق : ١٢].
(الرَّسِّ) كل بئر لم تطو أو كل حفر في الأرض من بئر أو قبر وهي
البئر التي قتل فيها صاحب ياسين ورسّوه ، أو بئر بأذربيجان ، أو قوم باليمامة على
آبار لهم ، أو أصحاب الأخدود.
(وَثَمُودُ) قوم صالح وهم عرب بوادي القرى وما حوله من الثمر وهو
الماء القليل.
(وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ
وَإِخْوانُ لُوطٍ) [ق : ١٣].
(وَعادٌ) أسلم رجل من العماليق كثر ولده وصاروا قبائل بأحقاف
اليمن وهم قوم هود.
(وَفِرْعَوْنُ) كان فارسيا من أهل اصطخر أو كان من أهل مصر وكان من لخم
، أو من تبع.
(وَإِخْوانُ لُوطٍ) كانوا أربعة آلاف ألف ألف وما من نبي إلا يقوم يوم
القيامة معه قوم إلا لوط فإنه يقوم وحده.
(وَأَصْحابُ
الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) [ق : ١٤].
(وَأَصْحابُ
الْأَيْكَةِ) قوم شعيب أهلكوا بيوم الظلة وأرسل إلى مدين أيضا
فأهلكوا بالصيحة والأيكة : الغيضة ذات الشجر الملتف وكان عامة شجرهم الدوم.
(تُبَّعٍ) لكثرة أتباعه أسلم وكفر قومه وهو حميري من ملوك العرب.
(أَفَعَيِينا
بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) [ق : ١٥].
(أَفَعَيِينا) ما عجزت عن أهلاك الأولين مع قوتهم أفيشكون في إهلاكي
إياهم مع قلتهم وضعفهم ، أو ما عجزت عن الإنشاء أفتشكون في قدرتي على الإعادة.
واللبس اكتساب الشك والخلق الجديد إعادة خلق بعد خلق أول.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق : ١٦].
(تُوَسْوِسُ) الوسوسة كثرة حديث النفس بما لا يتحصل في خفاء وإسرار.
(الْوَرِيدِ) حبل معلق به القلب وهو الوتين ، أو عرق في الحلق عرق
العنق وهو حبل العاتق وهما وريدان عن يمين وشمال سمي وريدا لأنه ينصب إليه ما يرد
من الرأس.