سورة البلد (١)
(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) [البلد : ١].
(لا أُقْسِمُ) معناه أقسم على الأصح.
(الْبَلَدِ) مكة أو الحرم كله.
(وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) [البلد : ٢].
(حِلٌّ) لك ما صنعته.
(بِهذَا الْبَلَدِ) من قتل وغيره أو محل غير محرم من دخولك عام الفتح أو يستحل المشركون حرمتك وحرمة من اتبعك توبيخا لهم.
(وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) [البلد : ٣].
(وَوالِدٍ) آدم وما ولد أو إبراهيم وما ولد أو الوالد الذي يلد.
(وَما وَلَدَ) العاقر الذي لا يلد أو الوالد العاقر وما ولد التي تلد.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) [البلد : ٤].
(كَبَدٍ) انتصاب في بطن أمه وبعد ولادته ولم يخلق غيره من الحيوان منتصبا أو اعتدال بما بيّنه من بعده من قوله (أَلَمْ نَجْعَلْ) أو من نطفة ثم علقة ثم مضغة يتكبد في الخلق من تكبد الدم وهو غلظه ومنه الكبد لأنها دم غليظ أو في شدة ومكابدة حملته أمه كرها ووضعته بها كرها أو لأنه كابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة أو كابد الشكر على السّراء والصبر على الضرّاء.
(الْإِنْسانَ) عام أو الكافر لأنه يكابد شبهات الكفر.
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) [البلد : ٥].
(أَيَحْسَبُ) لا نقدر على بعثه أو يحسب أنه لا يسأل عن هذا المال من أين اكتسبه وأين أنفقه أو لا يقدر أحد على أخذ ماله.
(يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) [البلد : ٦].
(لُبَداً) كثيرا أو مجتمعا بعضه على بعض ومنه اللبد لاجتماعه قاله أبو الأشد بن
__________________
(١) سورة البلد سورة مكية ، نزلت بعد سورة ق ، بدأت بأسلوب قسم القسم لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ، ويدور محور السّورة حول القيامة وأهوالها ، والآخرة وشدائدها ، وما يكون فيها من أحداث وأهوال عظام ؛ كخروج النّاس من القبور ، وانتشارهم في ذلك اليوم الرّهيب ؛ كالفراش المتطاير ، المنتشر هنا وهناك ، يجيئون ويذهبون على غير نظام من شدّة حيرتهم وفزعهم.