(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الزمر : ٧٥].
(حَافِّينَ) محدقين. (يُسَبِّحُونَ) تلذذا. (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) بمعرفة ربهم ، أو يذكرون بأمر ربهم. (وَقُضِيَ) بين بعضهم لبعض ، أو بين الرسل والأمم. (بِالْحَقِّ) بالعدل.
(وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ) يحمده الملائكة على عدله وقضائه أو يحمده المؤمنون.
سورة غافر (١)
(حم) [غافر : ١].
(حم) اسم للقرآن ، أو لله أقسم به ، أو حروف مقطعة من اسمه الرّحمن و (الر) و (حم ن) هي الرحمن قاله ابن جبير ، أو هو محمد صلىاللهعليهوسلم أو فواتح السور.
(غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [غافر : ٣].
(غافِرِ الذَّنْبِ) لمن استغفره ، أو ساتره على من شاء ، أو هو موصوف بمغفرته.
(وَقابِلِ التَّوْبِ) بإسقاط الذنب بها مع الإثابة عليها.
(ذِي الطَّوْلِ) النعم ، أو القدرة ، أو الغنى والسعة ، أو الجزاء والمن ، أو الفضل ، والمن : عفو عن ذنب ، والفضل : إحسان غير مستحق وأخذ الطّول من الطول كأنه طال بإنعامه على غيره ، أو لأنه طالت مدة إنعامه.
(ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) [غافر : ٤].
(يُجادِلُ) يماري ، أو يجحد ولا تكون المجادلة إلا بين مبطلين أو مبطل ومحق والمناظرة بين المحقين ، أو المجادلة قتل الخصم عن مذهبه حقا كان أو باطلا والمناظرة التوصل إلى الحق في أي جهة كان. نزلت في الحارث بن قيس أحد المستهزئين.
(تَقَلُّبُهُمْ) في السعة والنعمة أو تقلبهم في الدنيا بغير عذاب والتقلب الإقبال والإدبار
__________________
(١) سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر هذا الوصف الجليل الذي هو من صفات الله الحسنى في مطلع السورة الكريمة غافر الذنب وقابل التوب وكرر ذكر المغفرة في دعوة الرجل المؤمن وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار وتسمى سورة المؤمن لذكر قصة مؤمن آل فرعون ، سورة غافر سورة مكية ما عدا الآية (٥٦ ، ٥٧) فمدنيتان ، وقد نزلت بعد سورة الزمر ، وسورة غافر مكية وهى تعني بأمور العقيدة كشأن سائر السور المكية ويكاد يكون موضوع السورة البارز هو المعركة بين الحق والباطل والهدى والضلال ولهذا جاء جو السورة مشحونا بطابع العنف والشدة وكأنه جو معركة رهيبة يكون فيها الطعن والنزال ثم تسفر عن مصارع الطغاة فإذا بهم حطام وركام.