(وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الصافات : ٩٩].
(ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) منقطع إليه بالعبادة ، أو ذاهب إليه بقلبي وديني وعملي ، أو مهاجر إليه بنفسي من أرض العراق وهو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارة إلى حران ، أو الشام.
(سَيَهْدِينِ) إلى طريق الهجرة ، أو الخلاص من النار ، أو إلى قول حسبي الله عليه توكلت.
(فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) [الصافات : ١٠١].
(بِغُلامٍ) إسماعيل ، أو إسحاق. (حَلِيمٍ) وقور.
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات : ١٠٢].
(السَّعْيَ) مشى معه ، أو العمل ، أو العبادة ، أو العمل الذي تقوم به الحجة وكان ابن ثلاث عشرة سنة.
(أَرى فِي الْمَنامِ) قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «رؤيا الأنبياء وحي». (ما ذا تَرى) من صبرك وجزعك ، أو قاله امتحانا لصبره على أمر الله تعالى ولم يقل ذلك استشارة. (مِنَ الصَّابِرِينَ) على القضاء ، أو الذبح. فوجده صادق الطاعة سريع الإجابة قوي الدين.
(فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) [الصافات : ١٠٣].
(أَسْلَما) اتفقا على أمر واحد ، أو سلما لأمر الله تعالى فسلم إسحاق نفسه لله تعالى وسلم إبراهيم أمره لله تعالى.
(وَتَلَّهُ) صرعه على جبينه فالجبين ما عن يمين الجبهة وشمالها ، أو أكبه لوجهه ، أو وضع جبينه على تل قال إسحق : «يا أبت إذبحني وأنا ساجد ولا تنظر إلى وجهي فقد ترحمني فلا تذبحني».
(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الصافات : ١٠٥].
(صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) عملت بما رأيته في النوم وكان رأى أنه قعد منه مقعد الذابح ينتظر الأمر بإمضاء الذبح ففعل ذلك ، أو رأى أنه أمر بذبحه بشرط التمكين فلم يمكن وكان كلما اعتمد بالشفرة انقلبت وجعل على حلقه صفيحة من نحاس ، أو رأى أنه ذبحه وفعل ذلك فوصل إلى الأوداج بلا فصل ، والذبيح إسحاق بن سارة كان له سبع سنين وكان مذبحه من بيت المقدس على ميلين ولدته سارة ولها تسعون سنة ولما علمت ما أراد بإسحاق بقيت يومين وماتت في الثالث ، أو إسماعيل مذبحه بمنى عند الجمار التي رمي إبليس منها في كل