مذهب أهل السنة ، وإذا كان كذلك ففي الجائز أن تكون الشمس في الأرض ، ويبقى ضوئها عاما في الأفق والليل على سطح الأرض ، ونحن نرى الضوء بالبعد في الأفق ، وكون ذلك لم يقع كذلك هو انسلاخ النهار من الليل ؛ لأنه قد كان الليل وسطا وضوء النهار دائر بأفق ذلك الموضع الذي فيه الليل ، وقد ذكروا في كتب العينية أن الليل يحدث من ظل الأرض حين كون قرص الشمس تحتها ، وأنه شكل مستدير ضوء يرى مخروط ينتهي رأسه إلى فلك عطارد وبه يكون الكسوف ، وانظر [٦٣ / ٣٠٩] هل في الآية دليل على أن لا واسطة بين الليل والنهار ؛ خلافا لمن أثبت الفضلة؟ وانظر ما تقدم في سورة آل عمران في قوله تعالى : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) [سورة آل عمران : ٢٧].
قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها).
ذكر المفسرون في مستقرها أقوالا ، الظاهر منها قولان :
أحدهما : أن مستقرها ، يوم القيامة ، والثاني : زوالها ، حكاه ابن عطية ؛ لأن الغاية تكون تابعة لها مخالفا لما قبلها ، ويوم القيامة تتقدم فلا يكون لها جري وكذلك حين الزوال ، وأما القول بالطلوع والغروب فلا يستقيم ؛ لأنها لا تقدم ولا تزال تجري.
وقال بعضهم : معناه أن الموضع الذي تطلع منه إذا أكملت الدورة ، وجارية فذلك هو مستقرها ، والدورة عندها أربع وعشرون ساعة ، فإذا استكملت بين اليوم والليلة أربعا وعشرين ساعة وصلت إلى مستقرها وهو كإنهاء الدورة ، وابتدأت دورة أخرى ، وانظر كيف يفهم حديث أبي ذر في الشمس : " حتى يؤذن لها فتسجد تحت العرش مع قواعد المسبحين" ، فيحتمل أن تكون الشمس في دورتها بعرض أنها تسلمت جزءا معلوما من الشمس فتسجد حينئذ ، أو تقول : إن وافق المدينة لا إن نشأت دائرته جزءا من العرش ، فعندما تقرن الشمس وتسلمت ذلك الجزء من العرش الصامت لجميع دائرة الأفق فتسجد ولا تزال متناسبة في الفصول ؛ لأن الشمس لا تخرج عن دائرة الأفق ، ألا تراه أراد أيما منطقة ذلك البرج ، فإن قيل في الجواب : أنها أبدا فيها جزء خاضعة كما هي ابتداء طالعة على قوم ، وغاربة على آخرين ؛ رد بأنه ينافي الحديث ؛ لأن ظاهره أنها قيل : لم تكن ساجدة ، وانظر كيف يفهم طلوعها من مغربنا أهل بانقلاب الفلك بها ، فتطلع هي والقمر والنجوم من المغرب؟ وكيف يفهم مع أنها إذا طلعت على قوم تغرب على آخرين ، فإذا طلعت من مغربها في قطر تكون في قطر آخر طالعة من مشرقها ، فإن أخذنا الحديث على قومه كان تصادما بعلم الغيب ، وقواعد المنجمين ، إلا أن نجعله خاصا بقوم ، وكيف تطلع الشمس من مغربها في الجزء أو