قال قائلون : المهيمن هو الأمين.
وقال قائلون : المهيمن هو المسلط.
وقال قائلون : المهيمن هو الشاهد.
فمن قال بالأول فإنه يذهب إلى أن أصل ذلك من المؤتمن ، وهو من الأمانة ، وإلى هذا التأويل يذهب القتبي ، أي : أمين في كل ما يقول ، وفي كل ما يفعل لا يجور.
ومن قال بأنه هو المسلط ، أصله من : هيمن يهيمن ، أي : سلط يسلط ، سئل عن تأويل المسلط ؛ فقال : هو كالظاهر ؛ إذ قهر العباد كلهم ، وهم ملك له.
ومن فسره بالشاهد فإنه يحتمل تأويلين :
أحدهما : أي : شاهد على أفعال العباد من حيث لا يغيب عنه شيء.
والثاني : أي : شاهد بما أنزل على رسوله بالصدق ، وهو كقوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) [المائدة : ٤٨] ، أي : شاهدا عليه.
وقوله : (الْعَزِيزُ).
أي : ما من عزيز دونه إلا وهو ذليل.
وقوله ـ عزوجل ـ : (الْجَبَّارُ) ، قيل فيه بوجهين :
أحدهما : سمى نفسه : الجبار ؛ لأنه هو المجبر لكل كبير.
فقال قائلون : سمى نفسه : [الجبار] ؛ لجبروته وعظمته ، ولا يجوز لأحد أن يسمى بذلك الاسم إلا هو أي : الله تعالى وتجبر عن أن يكون له أمثال وأشكال.
وقوله ـ عزوجل ـ : (الْمُتَكَبِّرُ).
من الكبرياء والعظمة ، هذا الاسم لا يليق بغيره ؛ لأن الخلق بعضهم لبعض أكفاء في الخلقة ؛ فلا فضل لأحد على آخر ، فلما استووا لم يجز لأحد على آخر التكبر ؛ فصار الحق في ذلك لله تعالى ، والتكبر على الآخر هو الارتفاع ، والأصل فيه واحد ، وهو ألا يرى لنفسه شكلا ، والله أعلم.
إنما سمى نفسه : متكبرا ؛ إذ هو المتكبر لذاته لم يكن تكبره بغيره ؛ فلذلك قلنا : إنه لا يستحق أحد من الخلائق التكبر إلا الله ـ تعالى ـ إذ لم يكن أحد [له] شكلا ولا ضدا ولا ندّا ، وأما غيره من الخلائق فكل واحد منهم بالذي له شكل.
وقوله ـ عزوجل ـ : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
فيه تنزيه لله ـ تعالى ـ عما قالت الملاحدة فيه ، فهذا اسم سمى به نفسه ، وأمر الملائكة والأنبياء والمؤمنين أن يقولوا ذلك ، ومعنى قوله : (سُبْحانَ اللهِ) ، أي : معاذ