سورة المجادلة ، وهي مدنية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١) الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٤)
قوله ـ عزوجل ـ : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) قال جماعة من أهل التفسير : إنها نزلت في أوس بن الصامت ـ أخي عبادة بن الصامت ـ وامرأته ، غير أنهم اختلفوا في اسم امرأته.
قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : كان اسمها خولة (١).
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت جميلة (٢).
وقال بعضهم (٣) بأنها كانت تسمى : خويلة على تصغير خولة.
وروي في بعض الروايات أنه كان سبب هذا القول من أوس لزوجته لما دعاها ليلة إلى فراشه ، وكانت امرأته بحيث لا يحل له التمتع بها ؛ فأبت عليه ، وأرادت أن تخرج من البيت ؛ فقال لها : «إن خرجت من البيت فأنت علي كظهر أمي» ، فخرجت ، فلما أصبحت قال لها زوجها : ما أراك إلا قد حرمت علي ، قالت : والله ما ذكرت لي طلاقا ، قال : فأتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم واسأليه ، فإني أستحي أن أسأله عن هذا ، فأتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأخبرته ، فنزلت فيهما هذه الآية.
وروي في بعض الأخبار أن أول من ظاهر [من] امرأته أوس ، قال : وكان [به] لمم ، فقال في بعض ضجراته ذلك القول ، وهذا يرويه محمد بن كعب القرظي ، لكنه لا يحتمل أن يكون أراد باللمم الجنون ؛ لأن المجنون لو طلق امرأته لا يقع الطلاق فضلا أن يكون ظهاره ظهارا.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٣٣٧١٨).
(٢) أخرجه ابن جرير (٣٣٧٢٩).
(٣) قالته عائشة ، أخرجه ابن جرير (٣٣٧١٤).