تنال برحمته ، ويدخل فيها.
أو سماها : رحمة ؛ لأنها هي النهاية والغاية التي تطلب بالرحمة وتراد بها.
وقوله : (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) الآية.
الفوز : هو الظفر بما يؤمل ويرجو من العمل ، أو يقال : الفوز : هو الفلاح الذي لا خوف بعده ، والله أعلم.
وقوله : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) كأن فيه إضمارا ؛ لأن قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) إنما هو إخبار عن المعاينة.
وقوله ـ تعالى ـ : (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) خطاب ومشافهة ، فليس هو من جواب الأول ، ولا من نوعه ؛ فكأنه قال ـ والله أعلم ـ : وأما الذين كفروا في الدنيا فيقال لهم في الآخرة إذا طلبوا الرجوع والإقالة أو التخفيف ونحو ذلك : (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) في الدنيا.
ثم يحتمل : آياته : آيات وحدانيته وألوهيته ، أو آيات قدرته وسلطانه على التعذيب ، أو آيات قدرته على البعث أو آيات رسالته ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ) لا أحد يقصد قصد الاستكبار على آيات الله ، لكنهم لما كذبوها وردوا آياته ولم يعملوا بها ، فكأنهم استكبروا عليها ، وهو كما قال : (لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ) [مريم : ٤٤] ولا أحد يقصد قصد عبادة الشيطان ، لكنهم لما عبدوا الأصنام بأمر الشيطان فكأنهم عبدوه.
ويحتمل أن يكونوا استكبروا على رسله ؛ فيكون استكبارهم على رسله كأنهم استكبروا على آياته ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ) قيل : المجرم هو الوثاب في المعصية ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) كان عندهم فيها ريب ، لكنهم لو تأملوا ونظروا فيما أقام من آياته ، زال عنهم الريب الذي كان لهم فيها.
ويحتمل أن يقال هذا على الإيقان إذا كان القائل به موقنا ، وإن كان الذي يقال له شاكّا في ذلك.
والأول أقرب وأشبه.
ثم الناس رجلان في الساعة :