* ففي المثل من
مادة « جيأ » قال : « ما
جاءت حاجتك » أوّل من قال ذلك الخوارج لابن عباس إذ جاءهم رسولا من عليّ عليهالسلام ،
و « جاء » بمعنى صار أو كان ، و « حاجتك » تروى بالرفع ، ف « ما » استفهامية في
موضع نصب على أنّها خبر قدّم للاستفهام ، والتقدير أيّة حاجة صارت حاجتك ، وبالنصب
على أنّها خبر « جاءت » واسمها ضمير « ما » ، وأنّث للإخبار عنه بالحاجة ، مثل :
من كانت أمّك؟ ومقتضى كلامهم أنّ استعمال جاء بمعنى صار خاصّ بهذا التركيب لا
يعدّى إلى غيره.
وهذه المقوله
للخوارج منتشرة في كتب اللغة والنحو والصرف ، فهي في شرح الكافية في موضعين ، ومغني اللبيب
في موضعين أيضا ، وفي اللسان والقاموس والتاج وغيرها من المصادر.
وقد أطالوا في
شرحها وبيانها ولكنهم لم يعدّوها مثلا ، مع أنّ واقعتها وقصّتها وبناءها التركيبي
يدل على أنّها مثل ، لكنها لم تعدّ في كتب الأمثال ولا كتب اللغة مثلا ، فعدّها
السيّد المصنف في « المثل » لوجود ملاك المثل فيها.
* وفي مادة « طأطأ
» قال في المثل : « طأطأ
الركض في ماله » يضرب
للمسرف يسرع إنفاد ماله.
وهذه المقولة أيضا
مبثوثة في المصادر اللغوية ، فهي في إصلاح المنطق ، والاساس
للزمخشري ، والقاموس للفيروزآبادي والتاج وغيرها ، ولم يعدّوها مثلا ، فعدّها
السيّد المصنف مثلاً.
* وفي المثل من
مادة « كفأ » قال : « يا
ربّ كفاف كافئ لفيك » أي ربّ رجل ترى أنّه
__________________