تخوّف الرّجل
شاعرنا تامكا قردا |
|
كما تخوّف عود
النّبعة السّفن (١) |
وسئل عمر بن الخطاب : ما الأبّ؟ فلم يعرف معناه (٢).
نعم ، إنّ اللّغة العربية تأثّرت بالحضارات والثّقافات المجاورة كالفرس والإغريق و ...
لأنّ الهاربين من كسرى وقيصر وفرعون و ... كانوا يلجأون إلى الجزيرة العربية لكونها في مأمن من الشّرور ، وقد أثّر هؤلاء على اللغة العربية حتّى أكّد القرآن بأنّ اللسان الّذي نزل به هو عربي مبين ، في قوله تعالى : ( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) ، فأضاف سبحانه « المبين » إلى « العربي » كي يؤكد بأنّه كلام فصيح لا كدرة فيه ولا عجمة ولا لحن.
وقد منعت العرب الأخذ من سكّان البراري المجاورين لغير العربي ( كلخم وجذام ) المجاورين لمصر وقبط ، و ( قضاعة وغسان وإياد ) المجاورين لأهل الشام ، وأكثرهم نصارى كانوا يقرأون بالعبرية ، و ( تغلب اليمن ) لمجاورتهم اليونان ، و ( بكر ) جيران النبط والفرس ، و ( عبد قيس وازد عمان ) لأنّهم كانوا بالبحرين وكانوا يختلطون بالهند والفرس ، و ( أهل اليمن ) لمخالطتهم الهند والحبشة ، ولم توخذ اللغة إلاّ من قريش ، وقيس : ، وتميم ، وأسد ، وهذيل ، وبعض كنانة ، وبعض طيء ..
علماً بأنّ الكلام العربي لم يصلنا بكامله ، قال الكسائي : قد درس من كلام العرب كثير (٣).
وحكى يونس بن حبيب البصري ، عن أبي عمرو ، أنّه قال : ما انتهى إليكم ممّا
__________________
(١) تهذيب الالفاظ : ٦.
(٢) انظر مقدمة الصحاح ١ : ١٥.
(٣) انظر مقدّمه الصحاح : ٢٣.