قائمة الکتاب
تفسير آل عمران
من آية 123 إلى 127
٤٦٨
إعدادات
تأويلات أهل السنّة [ ج ٢ ]
تأويلات أهل السنّة [ ج ٢ ]
المؤلف :أبي منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتريدي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :573
تحمیل
وقوله : (فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [الأنفال : ٩] يوم بدر ، ولا ندري كيف كانت القصة؟ وليس لنا إلى معرفة القصة حاجة ؛ سوى أن فيه بشارة للمؤمنين بالنصر لهم ، والمعونة بقوله : (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) جعل في ذلك تسكين قلوب المسلمين.
ثم اختلف في «قتال الملائكة» : قال بعضهم : قاتل الملائكة الكفار.
وقال آخرون : لم يقاتلوا ، ولكن جاءوا بتسكين قلوبهم ما ذكر في الآية ، ولا يحتمل القتال ؛ لأنه ذكر في الآية : (وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ) [الأنفال : ٤٤] ، ولو كانوا يقاتلون لم يكن لما يقلل معنى ؛ ولأن الواحد منهم كاف لجميع المشركين ، ألا ترى أن جبريل ـ عليهالسلام ـ كيف رفع قريات لوط إلى السماء فقلبها؟! فدلّ (١) لما ذكرنا ، والله أعلم.
وقيل : قاتلوا يوم بدر ، ولم يقاتلوا يوم أحد (٢).
فلا ندري كيف كان الأمر؟ (٣).
وقوله : (مُسَوِّمِينَ) :
قيل : «منزلين» ؛ «ومسوّمين» سواء ، وهو من الإرسال ؛ ومن التسويم.
__________________
ـ الشعبي ، وعن الحسن أخرجه ابن جرير (٧٧٤٥) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٥٢٤) (١٣٦٥) ، وعن قتادة أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٧) (٧٧٥٤) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٥٢٤) (١٣٦٦) ، وأخرجه أيضا ابن جرير من قول ابن عباس (٧ / ١٧٤) (٧٧٥٠) ، ومن قول الربيع بن أنس (٧ / ١٧٨) (٧٧٥٥) ، ومن قول مجاهد (٧ / ١٧٨) (٧٧٥٧) ، ومن قول عكرمة (٧ / ١٧٩) (٧٧٥٩) ، وقد انتصر لهذا القول العلامة أبو السعود وبيّن ضعف من قال : إنه كان يوم أحد بأوجه وجيهة ، كما في محاسن التأويل (٤ / ٢٢١).
وقال الطبري : فأما في يوم أحد فالدلالة على أنهم لم يمدوا أبين منها في أنهم أمدوا ، وذلك أنهم لو أمدوا لم يهزموا ، وينال منهم ما نيل ؛ فالصواب فيه من القول أن يقال كما قال تعالى ذكره.
ينظر : جامع البيان (٧ / ١٨١).
(١) في ب : فدل أنه.
(٢) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٥) (٧٧٥٠) عن ابن عباس ، وعن مجاهد أخرجه عنه ابن جرير (٧ / ١٧٨) (٧٧٥٧) ، وعن عكرمة أخرجه عنه ابن جرير (٧ / ١٧٩) (٧٧٥٩) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٥٢١) (١٣٥٢) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١٢٤).
(٣) ذكر العلامة القاسمي أن الظاهر أن إعانة الملائكة تشمل الأمرين معا : القتال مع المسلمين ، وتكثير سواد المسلمين وتثبيت قلوبهم. ثم قال : وقد سئل السبكي عن الحكمة في قتال الملائكة مع أن جبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه ، فأجاب بأن ذلك لإرادة أن يكون الفضل للنبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، وتكون الملائكة مددا على عادة مدد الجيوش ؛ رعاية لصورة الأسباب التي أجراها الله ـ تعالى ـ في عباده ، والله فاعل الجميع.
ينظر : محاسن التأويل (٤ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣).