يفهم ويعرف حقيقته ، أو يوصف هو بمعنى من معاني [كلام](١) الخلق أو صفاتهم ، أو يكون لتكوينه وقت أو مدة أو حال ، أو يكون تكوين بعد تكوين ، على ما يكون من الخلق ، إنما هو أوجز حرف يفهم معناه ، بالعبارة إخبار منه ـ عزوجل ـ الخلق عن سرعة نفاذ أمره ومشيئته.
قوله تعالى : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨) وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩) وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٥٠) إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٥١)
وقوله : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ) : بشارة منه لها ـ أيضا ـ : أنه يعلمه الكتاب ، ثم اختلف في (الْكِتابَ) ؛ قيل : (الْكِتابَ) : الخط هاهنا يخط بيده (٢) ، ويحتمل (الْكِتابَ) : الكتاب نفسه : التوراة والإنجيل (٣) ، ويحتمل (الْكِتابَ) : كتب النبيين (٤).
(وَالْحِكْمَةَ) ؛ قيل : الحكم بين الخلق ، وقيل : الفقه ، وقيل : الحلال والحرام (٥) ، وقيل : السنة (٦).
(وَالْحِكْمَةَ) : هي الإصابة ، وقد ذكرناه فيما تقدم (٧).
وقوله : (وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) : أي : [جعله رسولا إلى بنى إسرائيل](٨) ، وهذا ـ أيضا ـ بشارة لها منه ، وكان عيسى صلىاللهعليهوسلم من أوّل أمره إلى آخره آية ؛ لأنه ولد من غير أب ،
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٢٧٦) (٥٧٥) عن ابن عباس ، وينظر : تفسير اللباب (٥ / ٢٣٦) ، والوسيط (١ / ٤٣٨) ، والدر المنثور (٢ / ٤٦).
(٣) وقيل : هو كتاب غير التوراة والإنجيل علمه الله ـ عزوجل ـ عيسى ، عليهالسلام.
ينظر : تفسير القرطبي (٤ / ٦٠٠).
(٤) ينظر : المصادر السابقة.
(٥) ينظر : البحر المحيط (٢ / ٤٨٤).
(٦) أخرجه الطبري (٦ / ٤٢٣) (٧٠٨١ ، ٧٠٨٢) عن قتادة ، وينظر تفسير ابن أبي حاتم (٢ / ٢٧٨) (٥٨٣). وأخرجه الطبري (٧٠٨٣) ، عن ابن جريج ، وأخرجه ابن أبي حاتم (٥٨٠) عن الحسن وهو قول أبي مالك ومقاتل بن حيان وغيرهما وينظر تفسير ابن كثير (١ / ١٨٤) ، وقيل : تهذيب الأخلاق. ينظر : محاسن التأويل للقاسمي (٤ / ١٠٢).
(٧) تقدم في سورة البقرة ، الآية (١٢٩).
(٨) سقط من ب.