الثانية : مشهورة أبي خديجة ((١)):
ما رواه الشّيخ باسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن أبي الجهم ، عن أبي خديجة ، قال : بعثني أبو عبد الله (عليهالسلام) إلى أصحابنا ، فقال : قل لهم : «إيّاكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تداري (٢) في شيء من الأخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفسّاق ، اجعلوا بينكم رجلاً قد عرف حلالنا وحرامنا ، فإنّي قد جعلته عليكم قاضياً ، وإيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضاً إلى السلطان الجائر».
والحديث لا غبار عليه من حيثُ السند ، أمّا أبو الجهم ، فهو أخو زرارة واسمه بكير بن أعين من أصحاب الصادق (عليهالسلام) وإنه (عليهالسلام) لمّا بلغه خبر موته قال في حقه (٣) : «أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين (عليهالسلام)». ومن أحفاده الحسن بن الجهم.
وأمّا أبو خديجة فهو سالم بن مكرم الذي يقول النّجاشي (٤) في حقّه : ثقة ثقة ، فلم يبق في السند إلّا رواية الحسين بن سعيد عن أبي الجهم ، فإنّ الراوي من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي ـ (عليهمالسلام) وتوفي الإمام الرضا (عليهالسلام) عام (٢٠٣ ه ـ) والامام الجواد (عليهالسلام) عام (٢٢٠ ه ـ) والإمام الهادي (عليهالسلام) عام (٢٥٤ ه ـ) ، فكيف فتصحّ روايته عمّن توفيّ (بكير بن أعين) في عصر الإمام الصادق (عليهالسلام) الّذي توفي عام (١٤٨ ه ـ) ففي السند سقط.
__________________
(١) الوسائل : ١٨ / ١٠٠ ، ح ٦ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي.
(٢) تدارأ تدارُؤاً القوم : تدافعوا في الخصومة ونحوها ، واختلفوا.
(٣) الكشيّ : ١٦٠ رقم ٧٢ ، وسند الحديث : حدّثنا حمدويه قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن الفضيل وابراهيم ابني محمّد الأشعريين قالا : إنّ أبا عبد الله (عليهالسلام) ... الحديث».
(٤) رجال النجاشي : ١ / رقم ٤٩٩.