والخبرات ، وإن الله تعالى بهذه النعمة وغيرها هو المتفضل على الناس ، ولكن أكثر الناس لا يشكرون النعم.
والله وحده هو الرب المتصرف في كل شيء المدبر لكل أمر ، خالق الأشياء كلها ، لا إله ولا معبود في الوجود غيره ، فكيف تصرفون أيها المشركون عن عبادته؟! ومثل هذا الانصراف عن عبادة الله ، يصرف الجاحدون بآيات الله ، المنكرون توحيده.
والله هو الذي جعل الأرض محل استقرار وثبات ، والسماء مبنية بناء محكما لا خلل فيه ، ولا يتهدم ولا يتصدع ، وخلق الناس في أحسن صورة ، وأجمل نظام وتقويم ، ورزقهم من طيبات الرزق ولذائذه ، ذلكم المتصف بهذه الصفات الجليلة : هو الله رب العالمين من الإنس والجن ، المنزه عن جميع النقائص. والله هو الحي الباقي الدائم الذي لا إله غيره ، فاعبدوه مخلصين له الطاعة والعبادة ، موحدين له ، صاحب الحمد ، المستحق للشكر والثناء ، رب العالمين من الملائكة والإنس والجن.
النهي عن عبادة غير الله
حاول المشركون الوثنيون في مكة استمالة النبي صلىاللهعليهوسلم لمنهاجهم ، وتخفيف حملاته على دين الآباء والأجداد ، والتوصل إلى أوساط الحلول.
فقال الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة ـ فيما رواه جويبر عن ابن عباس ـ : يا محمد ، ارجع عما تقول بدين آبائك ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الآية.
قررت هذه الآية الكريمة النهي الشديد عن عبادة الأصنام والأوثان ، وبيّنت الآيات الآتية بعدها سبب النهي : وهو البينات التي جاءت النبي صلىاللهعليهوسلم من ربه ، من دلائل الآفاق والأنفس ، قال الله تعالى واصفا ذلك :