ـ إحياء الأرض الهامدة التي لا نبات فيها ، بإنزال الماء عليها ، وتحركها بالنبات المختلف ، وإخراج الحب الذي هو رزق للناس ودوابهم ، وهو معظم ما يؤكل.
ـ ومن الآيات : إيجاد البساتين المشجرة في الأرض ، من نخيل وعنب وغيرها ، وتفجير الأنهار فيها في مواضع مختلفة ، والقصد من ذلك : أن يأكل الناس من ثمار النخيل والأعناب ، ويأكلوا مما صنعته أيديهم من نتاج الثمر والزرع أو الحب ، كالعصير والدبس والمربيات ونحوها ، فهلا يشكرونه على ما أنعم الله به عليهم من هذه النعم الكثيرة!! وهو أمر بالشكر من طريق إنكار تركه.
تنزيها لله تعالى عن الشريك الذي لا يخلق شيئا ، والله وحده هو الذي خلق الأصناف كلها من مختلف الأنواع ، من الزروع والثمار والنبات ، وخلق من النفوس الذكور والإناث ، وخلق أشياء لا يعرفونها ، كما جاء في آية أخرى : (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) [النحل : ١٦ / ٨].
ـ ومن آيات قدرته تعالى وهي آية عظيمة لهم : خلق الليل والنهار ، وتعاقبهما ، وانسلاخ النهار من الليل ، فيأتي بالضوء ، وتتبدد الظلمة. ونسلخ : نكشط ونقشر ، فهي استعارة ، و (مُظْلِمُونَ) داخلون في الظلام فجأة.
ومن الآيات : دوران الشمس في فلكها حول نفسها في مدارها ، ومستقرها : كناية عن غيوبها أو آخر مطالعها. ذلك تقدير من الله القاهر الغالب كل شيء ، المحيط علمه بكل شيء. وجعل الله للقمر منازل يسير فيها سيرا آخر ، وهي ثمانية وعشرون منزلا ، ينزل في كل ليلة في واحد منها بمعدل ١٣ درجة في اليوم ، ثم يستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين ، وليلة واحدة إن كان تسعة وعشرين ، فإذا انتهى الشهر يدق ويصغر حتى يصير كغصن النخلة الأصفر اليابس. ولا يتأتى للشمس أن تدرك القمر ، ولا