١. إنّه سبحانه يندّد بأشخاص ثلاثة تخلّفوا عن الجهاد في سبيل الله حتّى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وظن هؤلاء بأنّه لا محيص من اللجوء إلى الله سبحانه ، فتابوا فقبلت توبتهم ، لأنّه سبحانه تواب رحيم ، يقول :
( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ). (١)
فلا شكّ انّ في الآية عدّة إبهامات :
أ : مَن هؤلاء الثلاثة الذين تخلّفوا ؟
ب : ما هي الدواعي التي حدت بهم إلى التخلّف ؟
ج : كيف ضاقت عليهم الأرض ؟
د : كيف ضاقت عليهم أنفسهم ؟
هـ : بأي دليل أدركوا بأنّه لا ملجأ من الله إلّا إليه ؟
و : ما هو المراد من قوله : ( ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ) ؟
إنّ الاجابة على هذه الأسئلة تكمن في الوقوف على أسباب النزول ، فمن رجع إليها يسهل له الإجابة. (٢)
٢. يقول سبحانه : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ). (٣)
فظهور الآية يوحي إلى عدم وجوب السعي بين الصفا والمروة وإنّما هو جائز بشهادة قوله : « لا جناح » ، وأمّا إذا رجع إلى سبب النزول ، يعرف أنّ قوله « لا حرج »
______________________
١. التوبة : ١١٨. |
٢. مجمع البيان : ٣ / ٧٨. ومرّ الإيعاز إليه في ص ١٣. |
٣. البقرة : ١٥٨.