١. معرفة قواعد اللغة العربية
إنّ القرآن الكريم
نزل باللغة العربية ، قال سبحانه : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ
عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) ومعرفة اللغة العربية فرع معرفة علم النحو والاشتقاق والصرف.
فبعلم النحو يميز
الفاعل عن المفعول ، والمفعول عن التمييز ، إلى غير ذلك من القواعد التي يتوقف عليها فهم معرفة اللغة.
وأمّا الاشتقاق فهو
الذي يُبين لنا مادة الكلمة وأصلها حتى نرجع في تبيين معناها إلى جذورها ، وهذا أمر مهم زلّت فيه أقدام كثير من الباحثين ، وهذا هو المستشرق « فوجل » مؤلف « نجوم الفرقان في أطراف القرآن » الذي جعله كالمعجم لألفاظ القرآن الكريم وطبع لأوّل مرة عام ١٨٤٢ م ، فقد التبس عليه جذور الكلمات في موارد كثيرة ، ذكر فهرسها محمد فؤاد عبد الباقي مؤلف « المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم » في أوّل معجمه.
حيث زعم انّ قوله : «
وقرن » في قوله سبحانه مخاطباً لنساء النبيّ : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) مأخوذ من قَرَن مع أنّه مأخوذ من «
قرَّ » فأين القَرْن من القرّ والاستقرار ؟! كما زعم انّ المرضىٰ في قوله سبحانه : ( لَّيْسَ عَلَى
الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ ) مأخوذ من رضي مع أنّه مأخوذ من مرض
فأين الرضا من المرض ؟! وقس على ذلك غيره.
وأمّا علم الصرف فبه
يعرف الماضي عن المضارع وكلاهما عن الأمر والنهي إلى غير ذلك ، وما ذكرنا من الشرط ليس تفسيراً لخصوص القرآن الكريم ، بل هو شرط لتفسير كلّ أثر عربي وصل إلينا.
______________________