أمّا الثاني ، فقد
ردّه بالتصريح بأنّه سبحانه هو المنزِّل دون غيره وقال : ( إِنَّا نَحْنُ ).
كما رد الثالث بأنّ
نزول الملائكة موجب لهلاكهم وإبادتهم ، وهو يخالف هدف البعثة ، حيث قال : ( وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ).
وأمّا الأوّل ، فقد
صرّح سبحانه بأنّه الحافظ لذكره عن تطرق أيّ خلل وتحريف فيه ، وهو لا تُغلب إرادته.
وبذلك ظهر عدم تمامية
بعض الاحتمالات في تفسير الحفظ حيث قالوا المراد :
١. حفظه من قدح
القادحين.
٢. حفظه في اللوح
المحفوظ.
٣. حفظه في صدر النبي
والإمام بعده.
فإنّ قدح القادحين
ليس مطروحاً في الآية حتى تجيب عنه الآية ، كما أنّ حفظه في اللوح المحفوظ أو في صدر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يرتبط باعتراض المشركين ، فإنّ اعتراضهم كان مبنيّاً على اتهام النبي بالجنون الذي لا ينفك عن الخلط في إبلاغ الوحي ، فالإجابة بأنّه محفوظ في اللوح المحفوظ أو ما أشبهه لا يكون قالعاً للإشكال ، فالحقّ الذي لا ريب فيه انّه سبحانه يخبر عن تعهده بحفظ القرآن وصيانته في عامّة المراحل ، فالقول بالنقصان يضاد مع تعهده سبحانه.
فإن قلت : إنّ مدّعي التحريف يدّعي التحريف في نفس هذه الآية ، لأنّها بعض القرآن ، فلا يكون الاستدلال بها صحيحاً ، لاستلزامه الدور الواضح.
قلت :
إنّ مصبّ التحريف ـ على فرض طروئه ـ عبارة عن الآيات الراجعة إلى الخلافة والزعامة لأئمّة أهل البيت ، أو ما يرجع إلى آيات الأحكام ، كآية