هذا ما نقلناه عن كتاب « المواقف » ، وإن كنت في شك ممّا ذكره فنحن ننقل شيئاً من تأويلاتهم من كتاب « تأويل الدعائم » للقاضي النعمان الذي كان قاضي قضاة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله منشئ القاهرة وجامعة الأزهر ، وهذا الكتاب يضم في طياته تأويل الأحكام الشرعية بدءاً بالطهارة والصلاة وانتهاءً بكتاب الجهاد ، فقد أوّل كلّ ما جاء في هذه الأبواب من العناوين والأحكام ، وطبع الكتاب في مطبعة دار المعارف في مصر ، وإليك نزراً من هذه التأويلات.
جاء في كتاب « تأويل الدعائم » : عن الباقر عليهالسلام : « بني الإسلام علىٰ سبع دعائم : (١) الولاية : وهي أفضل وبها وبالوليّ يُنتهىٰ إلى معرفتها ، والطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد » ، فهذه كما قال عليهالسلام : دعائم الإسلام قواعده ، وأُصوله التي افترضها الله على عباده.
ولها في التأويل الباطن أمثال ، فالولاية مَثلُها مَثلُ آدم عليهالسلام لأنّه أوّل من افترض الله عزّ وجلّ ولايته ، وأمر الملائكة بالسجود له ، والسجود : الطاعة ، وهي الولاية ، ولم يكلّفهم غير ذلك فسجدوا إلّا إبليس ، كما أخبر تعالى ، فكانت المحنةُ بآدم (ص) الولاية ، وكان آدمُ مثلَها ، ولا بدَّ لجميع الخلق من اعتقاد ولايته ، ومن لم يتولّه ، لم تنفعْهُ ولاية من تولّاه من بَعده ، إذا لم يدُن بولايته ويعترف بحقّه ، وبأنّه أصل مَنْ أوجب اللهُ ولايتَه من رسله وأنبيائه وأئمّة دينه ، وهو أوّلهم وأبوهم.
والطهارة : مَثَلُها مَثَلُ نوح عليهالسلام ، وهو أوّل مبعوث ومرسل من قبل الله ـ لتطهير العباد من المعاصي والذنوب التي اقترفوها ، ووقعوا فيها من بعد آدم (ص) ، وهو أوّل ناطق من بعده ، وأوّلُ أُولي العزم من الرسل ، أصحاب الشرائع ، وجعلَ الله آياته التي جاء بها ، الماء ، الذي جعله للطهارة وسمّاه طهوراً.
______________________
١. المرويّ عن طرقنا : بني الإسلام على خمس.