تظهر عليهم صفة التشيّع ، حتى لا يكون مصيرهم مصير من عرفوا بالولاء لأهل البيت ، كحجر بن عدي وسعيد بن جبير ويحيى بن أم الطويل والعشرات من أمثالهم.
وقبل ان نستعرض فقهاء التابعين من الشيعة ، لا بد لنا من الإشارة الموجزة إلى الدور الذي قام به الامام زين العابدين في التشريع ونشر تعاليم الإسلام ، لأن فقهاء التابعين ، قد أخذ أكثرهم من الأئمة الثلاثة ، وروى عنهم الحديث.
لقد نشأ علي بن الحسين (ع) في بيت الله. بيت النبوة ، ذلك البيت ، الذي تحمل في سبيل الله ، من الألم والمحن أقصى ما يمكن ان يتصوره الإنسان. ففي السنين الأولى من طفوليته ، كانت محنة جده الأعظم في محرابه ، وبعدها محنة عمه الحسن ، وجاءت بعد ذلك محنة أبيه الكبرى ، التي لم يسلم منها من بنيه غيره. وبقيت آثارها تحزّ من نفسه ، حتى لحق بربّه. ومع تلك المصائب والمحن التي توالت عليه ، وفي ذلك الجو المظلم ، الذي عاشه بعد استشهاد أبيه وسبي نسائه وعياله ، كان منقطعا الى عبادة ربه ، ونشر تعاليم الإسلام وبيان أحكامه من حلال وحرام. وقال عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى : «كان علي بن الحسين ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، عاليا رفيعا ، ورعا عابدا خائفا».
وقال عنه ابن الجوزي في تذكرته : ان ابن عباس كان إذا رآه يقول : «مرحبا بالحبيب ابن الحبيب».
ونقل أبو نعيم في رسالته عن الزهري انه قال : «ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين (ع)». وقال فيه أبو حازم : «ما رأيت أفقه منه».