وقال الشيخ المفيد ، عن عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كانت أمي فاطمة بنت الحسين تأمرني أن اجلس الى خالي علي بن الحسين (ع) ، فما جلست اليه قط ، الا قمت بخير قد أفدته : إما خشية الله تحدث في قلبي لما أراه من خشيته ، أو علم قد استفدته منه (١).
وفي الإرشاد ، عن سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ، فذكر عليا أمير المؤمنين ، فأطراه بما هو اهله ، ثم قال : «والله ما أكل علي بن أبي طالب من الدنيا حراما قط ، حتى مضى لسبيله ، وما عرض له أمران قط هما لله رضا ، إلا أخذ بأشقهما عليه ، وما نزلت برسول الله نازلة ، إلا دعاه ثقة به ، وما أطاق عمل رسول الله من هذه الأمة غيره. وانه كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه بين الجنة والنار ، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب الآخرة. ولقد أعتق من ماله الف مملوك في طلب رضا الله والنجاة من النار ، مما كدّ بيده ورشح منه جبينه. وما رأيت أحدا من ولده يشبهه في لباسه وقوته وعلمه وفقهه ، أكثر من ولده علي بن الحسين (ع)».
ولقد بلغ به الحرص على العلم واهله ، انه كان يستقبل طالب العلم ويعانقه ، ثم يقول له : «مرحبا بوصية رسول الله». وكان يقصد عبدا اسود ويجلس عنده ، فقال له بعضهم : أنت سيد الناس وأفضلهم ، تذهب الى هذا العبد وتجلس عنده؟ فقال : «العلم يتبع حيث كان».
وقال الشيخ محمد الخضري ، وهو يتحدث عن كبار التابعين
__________________
(١) الإرشاد المفيد.