وأموالهم وعلي (ع) انما يقاتل لإحقاق الحق وانصاف المظلوم من الظالم.
لقد بدأ معاوية في تطبيق بيانه ، الذي وضعه بالنخيلة ، فأول ما قام به هو اضطهاد الشيعة والتنكيل بهم ، بالحبس والقتل والتشريد ، وكتب نسخة واحدة الى جميع عماله ، ان برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل ابي تراب وأهل بيته. فقام الخطباء على المنابر ، يلعنون عليا ويبرأون منه ومن أهل بيته. وكان أشد الناس بلاء أهل الكوفة ، لكثرة من بها من الشيعة. واستعمل عليهم زياد بن سميّة وضم إليه البصرة ، فقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل وشردهم عن العراق ، فلم يبق منهم فيها معروف. ثم تتبعهم في جميع الأقطار الإسلامية وكتب الى جميع عماله ان لا يجيزوا لأحد منهم شهادة. وأوصاهم بالإحسان الى شيعة عثمان. ومن يروي فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وادنوهم واكتبوا لي بكل ما يروونه ، ففعلوا ذلك. حتى أكثر الرواة في فضائل عثمان ومناقبه ، وتنافسوا في ذلك. ولما كثرت الروايات المكذوبة في عثمان ، كتب الى عماله ان الحديث في عثمان قد فشا بين الناس وانتشر في الآفاق ، فادعوا الناس الى الرواية في فضل الصحابة والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب الا وايتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحب الي وأقرّ لعيني وادحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشدّ عليهم من مناقب عثمان وفضائله.
وما ان أحسّ الرواة برغبة معاوية ، حتى أسرعوا إلى تحقيق رغبته ، فوضعوا له أحاديث كثيرة ، لم يحدث بها الرسول وجدّ الناس في رواية هذا النوع من الأحاديث وعلموا صبيانهم وغلمانهم منها الشيء