عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله بجهده. وإذا رأيتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة وزهده أفضل من الأموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة إلى أن قال : ولكن الرجل كل الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله وقواه مبذولة في رضا الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد في الباطل إلى أن قال : فذلكم الرجل نعم الرجل فبه فتمسكوا وبسننه فاقتدوا وإلى ربكم به فتوسلوا فإنه لا ترد له دعوة ولا تخيب له طلبة. وهو مروي أيضا في تفسير الإمام عن علي بن الحسين عليهالسلام.
رجال الكشي ـ عن آدم بن محمد عن علي بن محمد عن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن أبيه يزيد بن حماد عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قلت له أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال لا تصل إلا خلف من تثق بدينه.
باب ـ في المروة ومعناها زيادة على ما ذكر.
الفقيه ـ تذاكر الناس عند الصادق عليهالسلام أمر الفتوة فقال : تظنون أن الفتوة بالفسق والفجور إنما الفتوة طعام موضوع ونائل مبذول بشيء معروف وأذى مكفوف فأما تلك فشطارة وفسق ثم قال : ما المروة؟ فقال الناس : لا نعلم قال عليهالسلام : المروة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره والمروة مروتان مروة في الحضر ومروة في السفر فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والنعمة ترى على الخادم أنها تسر الصديق وتكبت العدو وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزوجل ثم قال عليهالسلام : والذي بعث جدي صلىاللهعليهوآله بالحق نبيا إن الله عزوجل ليرزق العبد على قدر المروة وإن المعونة تنزل على قدر المئونة وإن الصبر ينزل على قدر شدة البلاء. ورواه في معاني الأخبار عن أبيه عن