أمية ولا في ولد طلحة والزبير أبدا ، وذلك أنهم نبذوا القرآن وأبطلوا السنن وعطلوا الأحكام. وقال : القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأجداث وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وخبر كمال دينكم ، فهذه صفة رسول الله صلىاللهعليهوآله للقرآن وما عدل أحد من القرآن إلا إلى النار ، وفيه أيضا عن مسعدة بن صدقة قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن وبها نوهت الكتاب ويستبين الإيمان وقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يقتدى بالقرآن وآل محمد صلوات الله عليهم وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر فأما الأكبر فكتاب ربي وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما ، فلن تضلوا ما تمسكتم بهما. وفيه عن الحسن بن علي قال : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوآله : إن أمتك ستفتن فسئل ما المخرج من ذلك؟ فقال : كتاب الله العزيز الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولي هذا الأمر من جبار فعمل بغيره قصمه الله وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم ، فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فلم تناها أن قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) لا يخلق على طول الرد ولا تنقضي عبره ولا تفني عجائبه. وفيه عن ابن سنان عمن ذكره قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن القرآن والفرقان أهما شيئان أم شيء واحد؟ فقال : القرآن جملة الكتاب والفرقان المحكم الواجب العمل به.
تفسير الإمام ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن هذا القرآن هو النور المبين والحبل المتين والعروة والوثقى والدرجة العليا والشفاء الأشفى والفضيلة الكبرى والسعادة العظمى ، من استضاء به نوره الله ومن عقد به أموره عصمه الله ومن تمسك به أنقذه الله ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله ومن استشفى به شفاه الله ومن آثره على ما سواه هداه الله ومن طلب الهدى في غيره أضله الله ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ومعوله الذي ينتهي إليه آواه الله إلى جناب النعيم والعيش السليم فلذلك قال : (وَهُدىً) يعني هذا القرآن هدى (وَبُشْرى) لِلْمُؤْمِنِينَ) يعني بشارة لهم في الآخرة إلى أن قال : وقال