[١١] ـ (جُنْدٌ ما) هم جند حقير ، و «ما» مزيدة للتحقير (هُنالِكَ) اشارة الى حيث انتدبوا فيه أنفسهم الى ذلك القول ، أو الى يوم «بدر» أو «الخندق» أو «الفتح» (مَهْزُومٌ) عمّا قريب (مِنَ الْأَحْزابِ) من جملة الكفّار المتحزّبين على الرّسل وأنت غالبهم فلا تبال بهم.
[١٢] ـ (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ) ذو الجموع الكثيرة ، المقوّية لملكه ، كما يقوّي الوتد (١) الشيء ، أو ذو الملك الثابت ، مستعار من ثبات البيت المطنب بأوتاده.
وقيل : كان يتد بأربعة أوتاد لمن يعذّبه ، ويشدّ إليها يديه ورجليه (٢).
[١٣] ـ (وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) الغيضة ، وهم قوم «شعيب» وسبق ما فيها من القراءة في الشعراء (٣) (أُولئِكَ الْأَحْزابُ) المتحزّبون على الرّسل ، الّذين جعل منهم الجند المهزوم.
[١٤] ـ (إِنْ كُلٌ) منهم (إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) جميعهم بتكذيبهم البعض (فَحَقَّ عِقابِ) فوجب لذلك عقابي لهم.
[١٥] ـ (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ) أي قومك أو الأحزاب المذكورون (إِلَّا صَيْحَةً) نفخة (واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ) توقّف ، مقدار فواق وهو ما بين الحلبتين ، أو رجوع لأنّ الواحدة تكفي أمرهم ، وضمّ «حمزة» و «الكسائي» : «الفاء» لغتان (٤).
[١٦] ـ (وَقالُوا) ـ مستهزئين ـ : (رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) قسطنا من العذاب
__________________
(١) وتد الوتد : ثبته في الأرض.
(٢) قاله السدي والربيع بن انس ومقاتل والكلبي ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٦٨ وتفسير الكشّاف ٤ : ٧٦ ـ.
(٣) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٧٦.
(٤) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣١.