[٦] ـ (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ) الأشراف (مِنْهُمْ) من مجلس «أبي طالب» (أَنِ امْشُوا) يقول بعضهم لبعض : امشوا ، و «ان» مفسّرة لإشعار الإنطاق عن مجلس التّقاول بالقول ، وقيل : انطلقوا بأن امشوا اي بهذا القول (١).
والمراد بالمشي : المضيء على الأمر لا السير (٢) (وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) على عبادتها (إِنَّ هذا) الأمر (لَشَيْءٌ) من نوب (٣) الدّهر (يُرادُ) بنا ، فلا يدفع ، أو : انّ هذا التّرفّع الّذي يطلبه «محمد» لشيء يريده كلّ واحد ، أو أنّ دينكم يراد ليؤخذ منكم.
[٧] ـ (ما سَمِعْنا بِهذا) أي الّذي يقوله (فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) ملة «عيسى» فإنّ «النصارى تثلث ، أو الّتي أدركنا عليها آبائنا ، أو ما سمعنا بالتّوحيد كائنا في آخر الزّمان ، فهو حال من «هذا» (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) كذب اختلقه.
[٨] ـ (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) القرآن (مِنْ بَيْنِنا) وليس بأعظم منّا رئاسة وشرفا ، حسدوه فأنكروا اختصاصه بالوحي (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) من القرآن لتركهم النّظر في الدليل المزيل للشّكّ (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) أي لو ذاقوه لزال شكّهم وصدّقوا الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم ينفعهم التّصديق حينئذ.
[٩] ـ (أَمْ) بل أ(عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) الّتي من جملتها النّبوّة (الْعَزِيزِ) الغالب (الْوَهَّابِ) ما يشاء لمن يشاء ، فيخصّون بها من شاءوا.
[١٠] ـ (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) تخصيص بعد تعميم ، إذ هذه الأشياء بعض خزائنه ، فمن لا يملك البعض كيف يتصرّف في الكلّ (فَلْيَرْتَقُوا) أي زعموا ذلك فليصعدوا (فِي الْأَسْبابِ) في المعارج الموصلة الى السّماء ، فيأتوا بالوحي الى من يختارونه ، وفيه تهكّم بهم.
__________________
(١) قاله الزجاج ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٦٦.
(٢) في «ب» : لا المسير.
(٣) النوب جمع نائبة وهي الداهية والمصيبة.