أو العباد بعضهم بعضا. ومن ذلك ما روى عن أهل البيت عليهمالسلام : «أنه أمر لكل واحد من الأئمة أن يسلم الأمر الى من بعده». (١)
وقيل : أمر للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم برّد مفتاح الكعبة الى «عثمان بن طلحة» حين قبضه منه يوم الفتح. (٢) والسبب الخاص لا يخصّص (وَإِذا حَكَمْتُمْ) أي ويأمركم ايها الولاة إذا قضيتم (بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) بالنّصفة والسّوية (إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) «ما» موصوفة منصوبة ، أو موصولة مرفوعة ، والمخصوص محذوف ، أي نعم شيئا ، أو الشيء الذي يعظكم به الأداء والعدل (إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً) لأقوالكم (بَصِيراً) بأفعالكم.
[٥٩] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) هم الأئمة من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ لا يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق ، كما أوجب طاعته وطاعة ر إلّا من ايّد بالعصمة ، وكان أفضل ممن امر بطاعته على الإطلاق ، ولا أحد بهذا الوصف إلّا أئمة الهدى الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا صلوات الله عليهم (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ) اختلفتم (فِي شَيْءٍ) من امور الدين (فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) فارجعوا فيه الى الكتاب والسنّة بسؤال من جعل القيّم عليهما. واستودع علمهما ، وهو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته ، وبعده عترته الأوصياء الحافظون لشريعته ، الذين أوجب التمسك بهم بعده بقوله :
«اني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (٣)
فإن الكتاب والسنة
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٢ : ٦٣.
(٢) قاله ابن جريج ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٦٣ ـ.
(٣) هو حديث الثقلين ، وقد رواه العامة والخاصة. علما انّ المجمع العالمي لأهل البيت عليهمالسلام بصدد تهيئة موسوعة تجمع كلّ ما يتعلّق بهذا الحديث الشريف ، نأمل من الله تعالى التوفيق لانجازها بأحسن الوجوه ، إنّه وليّ قدير.