وسلّم (الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) النّبوة والعلم (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) افتراض الطاعة ، أو ملك «يوسف» و «داود» و «سليمان» فليس ببدع ان يؤتى محمد وآله عليهمالسلام مثل ما أوتوا.
[٥٥] ـ (فَمِنْهُمْ) فمن اليهود (مَنْ آمَنَ بِهِ) بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ) أعرض (عَنْهُ) فلم يؤمن به ، أو : فمن أمّة ابراهيم من آمن به ، ومنهم من كفر ، فلم يوهن ذلك أمره ، فكذا كفر هؤلاء لا يوهن أمرك (وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) نارا موقدة يعذّبون بها ، أي : إن لم يعجل عقابهم فقد كفاهم ما أعدّ لهم من النار.
[٥٦] ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) يخلقها (١) مكانها.
ومدرك العذاب النفس العاصية لا الجلد ، وإنما هو آلة لإدراكها ، أو بإعادتها بنفسها على صورة اخرى كتبديل الخاتم خاتما ، أو بإذهاب اثر الإحراق عنها ليعود اثر الإحساس بها (٢) (لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) أي ليدوم احساسهم به (إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً) لا يعجزه شيء (حَكِيماً) في تعذيب من يعذبه.
[٥٧] ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) من كلّ دنس وقذر (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً) كثيفا لا حرّ فيه ولا برد ، ودائما لا تنسخه الشمس. وصف اشتق من الظل لتأكيده ك «ليل أليل».
[٥٨] ـ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) يعمّ كل مكلف ، وكل أمانة ائتمنها الله من أوامره ونواهيه.
__________________
(١) في «الف» : يخلفها.
(٢) في «الف» : ليعود أجسامها ، وفي «د» : ليعود إحساسها.