طائفة (مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ) : بموجب الإثم ـ كاليمين الكاذبة وشهادة الزّور ـ (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنّكم مبطلون ، فإنّ ارتكاب الذّنب مع العلم به أقبح.
[١٨٩] ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) ما الحكمة في اختلاف حالها وزيادتها ونقصانها؟ (قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) : معالم لهم يوقّتون بها معاملاتهم وعدد نسائهم وصومهم وفطرهم ، ومعالم للحجّ يعرف بها وقته (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ) ضمّ الباء «ابو عمرو» و «ورش» و «حفص» وكسرها الباقون (١) (مِنْ ظُهُورِها) كان أناس إذا أحرموا لم يدخلوا بيتا من بابه ، بل يدخلون ويخرجون من نقب أو فرجة خلفه ، ويرون ذلك برّا فقيل لهم : إنّه ليس ببرّ (وَلكِنَّ الْبِرَّ) برّ (مَنِ اتَّقى) ما حرّم الله. واتّصل بما قبله لأنّه من أفعالهم في الحجّ ، فذكر ـ بعد ذكر أنّها مواقيته ـ استطردادا ، أو : لأنّهم سألوا عنها (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) إذ لا برّ في العدول.
أو : باشروا الأمور من وجوهها.
قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى المدينة إلّا من بابها». (٢)
وقال الباقر عليهالسلام : «آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أبواب الله». (٣)
وقال الصادق عليهالسلام : «الأوصياء ، هم أبواب الله التي منها» (٤) (وَاتَّقُوا اللهَ) في أوامره ومناهيه (٥) (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) : لكي تظفروا بالهدى.
[١٩٠] ـ (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) جاهدوا في دينه لإعزازه (الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ)
__________________
(١) حجة القراءات : ١٢٧.
(٢) تفسير مجمع البيان ١ : ٢٨٤ وتفسير البرهان ١ : ١٩١.
(٣) تفسير العياشي ١ : ٨٦ الحديث ٢١٠.
(٤) تفسير البرهان ١ : ١٩٠.
(٥) في «الف» و «ب» : ونواهيه.