يهدي إلى وجوب اتّباعه ، أو الى الحقّ (مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ) : التّوراة أو : الإنجيل أو : الأعم. و «اللام» للجنس (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ) يبعّدهم عن رحمته (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) من يتأتى منهم اللّعن من الملائكة والثّقلين يدعون عليهم به.
[١٦٠] ـ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) عن الكتمان وسائر المعاصي (وَأَصْلَحُوا) ما أفسدوا ، أو : نيّاتهم (وَبَيَّنُوا) ما كتموا ، أو التّوبة ؛ ليعرفوا بضدّ ما عرفوا به (فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) بالقبول (وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) : البالغ في العفو والإحسان الغاية.
[١٦١] ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) من الكاتمين وغيرهم (وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) أي لم يتوبوا (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (١) قيل : الأوّل لعنهم أحياء ، وهذا لعنهم أمواتا. (٢) [١٦٢] ـ (خالِدِينَ فِيها) : في اللعنة ، أو : النّار ـ وأضمرت تهويلا ، أو لدلالة اللعن عليها ـ (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) نظرة رحمة ، أو : لا يمهلون ليعتذروا.
[١٦٣] ـ (وَإِلهُكُمْ) المستحقّ منكم للعبادة (إِلهٌ واحِدٌ) لا شريك له في الإلهيّة (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) تقرير للوحدانيّة بنفي غيره وإثباته (الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) المولي لجميع النّعم أصولها وفروعها ، وما سواه إمّا نعم أو منعم عليه ، فلا مستحقّ للعبادة غيره. قيل : «لمّا سمعه المشركون قالوا : إن كنت صادقا فأت بآية تصدّقك» فنزلت. (٣)
[١٦٤] ـ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) اعتقابهما (٤)
__________________
(١) وهو لعنهم في الآية ١٦٠ من هذه السورة.
(٢) ذكره البيضاوي في تفسيره ١ : ٢٠٣.
(٣) تفسير الكشّاف ١ : ٣٢٥.
(٤) في «ط» تعاقبهما.