كل يخلف الآخر (وَالْفُلْكِ) السّفن (الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ) بنفعهم ، أو : بالّذي ينفعهم ، والاستدلال بأحوالها ، وبالبحر وعجائبه (وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ) : من السّحاب ، أو : ما فوقه ، و «من» للابتداء (مِنْ ماءٍ) بيان ل «ما» (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) بالنّبات (وَبَثَ) : فرّق (فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ) عطف على «أنزل» أي : وما بثّ.
أو : على «فأحيا» أي : وبثّ بالمطر من الدّواب ، لأنّهم ينمون بالخصب. و «من» للبيان ، أو للتّبعيض. (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) : تقليبها في مهابّها وأحوالها. وأفردها «حمزة» و «الكسائي». (١) (وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ) للرّياح تقلّبه (بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) بمشيئة الله تعالى (لَآياتٍ) دلائل على وجود الإله ، ووحدته ، وعلمه ، وقدرته ، ولطفه ، وحكمته ، وسعة رحمته من وجوه شتّى (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) : ينظرون فيها بعيون عقولهم.
[١٦٥] ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً) من الأصنام أو الرؤساء الذين يتّبعونهم (يُحِبُّونَهُمْ) يعظّمونهم (كَحُبِّ اللهِ) كتعظيمه ، أي يسوّون بينه وبينهم في محبّتهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) لأنّهم لا يعدلون عنه الى غيره ، والمشركون يعدلون عن أندادهم الى الله تعالى عند الشدائد ، وعن صنم الى آخر (وَلَوْ يَرَى) : يعلم (الَّذِينَ ظَلَمُوا) بالشّرك (إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ) : حين يبصرونه في القيامة (أَنَّ الْقُوَّةَ) : القدرة (لِلَّهِ جَمِيعاً) مغن عن مفعولي «يرى» ، وجواب «لو» محذوف أي ندموا أيّ ندم. وقرأ «ابن عامر» و «نافع» : «ولو ترى» ـ (٢) على الخطاب للرّسول ـ ، أي : ولو ترى ذلك لرأيت امرا عظيما ، و «ابن عامر» : «إذ يرون» (٣) مبنيا للمفعول ، و «يعقوب» : «إنّ» ـ بالكسر ـ ، وكذا : (وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ)
__________________
(١) حجة القراءات : ١١٨.
(٢) حجة القراءات : ١١٩.
(٣) حجة القراءات : ١٢٠.