قال تعالى : (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى) (١٠) : أي من يخشى الله تعالى (وَيَتَجَنَّبُهَا) : أي يتجنّب التذكرة (الْأَشْقَى) (١١) : أي المشرك والمنافق (الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى) (١٢) : وهي نار جهنّم ، والصغرى نار الدنيا ، كقوله : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً) [الواقعة : ٧٣] أي من النار الكبرى. قال : (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) (١٣) : أي ثمّ لا يموت فيها فيستريح ، ولا يحيى حياة تنفعه.
قال عزوجل : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) (١٤) : أي من آمن (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (١٥) وكانت الصلاة يومئذ ركعتين غدوة وركعتين عشيّة. وقال بعضهم : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) أي زكاة الفطر (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) أي : صلاة العيد أي : أدّى زكاة الفطر قبل أن يخرج إلى المصلّى.
ذكروا عن عمر بن عبد العزيز ، وذكر بعضهم قال : كان صوم رمضان وأداء زكاة الفطر بعده (١) بالمدينة ، ولكن في القرآن أشياء نزلت بما يكون حتّى تبلغ حدّها ثمّ يعمل بها.
قال : (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) (١٦) : وهي تقرأ على وجهين : (تُؤْثِرُونَ) و (يؤثرون) ؛ فمن قرأها : (تُؤْثِرُونَ) يقولها للمشركين ، أي : تزعمون أنّ الدنيا باقية وأنّ الآخرة لا تكون. ومن قرأها : (يؤثرون) فهو يقول للنبيّ عليهالسلام : (بل يؤثرون) ، يعني المشركين (الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) (١٧) : أي : هي خير من الدنيا ؛ الدنيا لا تبقى والآخرة باقية ، يعني بهذا الجنّة.
قال تعالى : (إِنَّ هذا) : تفسير الحسن : يعني القرآن (لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (١٩) : تفسير بعضهم : فيها أنّ الآخرة خير من الدنيا وأبقى لكم.
* * *
__________________
(١) في ق وع : «وأداء الفطرة بعدها».