ذكروا عن بعضهم قال : موت العالم أحبّ إلى إبليس من موت ألف عابد.
ذكروا عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : معلّم الخير يستغفر له كلّ شيء حتّى الحيتان في البحر (١).
ذكر الزهريّ قال : ذهب أبيّ بن كعب ليركب ، فأمسك له ابن عبّاس الركاب فقال له : مه يا ابن أخي. فقال له ابن عبّاس : إنّ الله يحبّ أن يعظّم حقّ خيار المسلمين. وبلغنا أنّ النظر في وجه الفقيه عبادة.
ذكروا عن ليث بن أبي سليم عن عبد الله بن أبي سليم عن عمّار بن ياسر قال : ثلاثة لا يستخفّ بحقّهم إلّا منافق : الإمام المقسط ، وهو إمام الهدى ، وذو الشيبة المسلم ، ومعلّم الخير.
ذكروا عن أبي الدرداء قال : ويل لمن لا يعلم مرّة ، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرّات.
ذكروا عن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ أشدّ الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه (٢).
ذكروا عن أنس بن مالك أنّ رجلا تجرّ مصارنه في النار يتأذّى أهل النار من نتنه. قيل له : من هو؟ قال : من علّم علمه ولم يعمل به.
ذكروا عن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ الله يقول لرجل كان عالما : ما صنعت فيما آتيتك؟ فيقول : بيّنت علمي وعبدتك حتّى جاءني الموت. فيقول : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان عالم ، فلان مصلّ ، وقد قيل ذلك ، اذهبوا به إلى النار (٣).
ذكروا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من تعلّم العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو
__________________
ـ العالم على العابد كفضلي على أدناكم». أخرجه الترمذيّ كذلك في فضل الفقه على العبادة.
(١) هذا نصّ حديث أخرجه ابن ماجه في المقدّمة ، باب ثواب معلّم الناس الخير ، من حديث أبي الدرداء ، ولفظه : «إنّه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتّى الحيتان في البحر».
(٢) انظر الإشارة إليه فيما سلف ، ج ٢ تفسير الآية ١٧٦ من سورة الأعراف.
(٣) هذا جزء من حديث أخرجه النسائيّ في كتاب الجهاد ، باب من قاتل ليقال فلان جريء ، من حديث أبي هريرة.